في اطار الاحتفال باليوم العالمي للمربّي (5 أكتوبر من كل عام)، نظّمت الهياكل النقابية للتعليم أمسيّة رمضانية بدار الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك يوم 5 أكتوبر الماضي تحت اشراف الأخ المنصف الزاهي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية. وشهدت الأمسية حضورا نقابيا مهما ونوعيا أكّد أهمية اللقاء باعتباره يجسّد تضامن النقابات وتنسيقها فيما بينها حول مشاغل منخرطيها كافة. كما يأتي هذا الموعد مع ما تشهده العلاقة بين نقابات التعليم وكل من وزارتي التعليم العالي والتربية والتكوين من توتّر نتيجة غياب الحوار ومحاولة تهميش النقابات ممّا أفرز فتورا في العلاقة أثار استغرابا كبيرا لدى النقابيين. فتحت شعار «الجودة في التعليم وظروف عمل المربّي» انطلقت الأمسية بكلمة افتتاحية للأخ محمد المنصف الزاهي الذي نوّه بالعمل الذي تقوم به نقابات التعليم من أجل الدفاع عن حقوق منخرطيها، رغم الصعوبات التي تواجهها نتيجة رفض وزارتي التعليم العالي والتربية والتكوين الحوار الجدّي مع ممثلي النقابات. وأبرز الأخ محمد المنصف الزاهي الظروف الصعبة لعمل المربّين في القطاعات والاختصاصات كافة، ممّا يتطلّب وحدة الممارسة والتعاون في كافة المجالات لتقوية العلاقة بين النقابات والتوحد حول الأهداف. وجدّد الأخ الأمين العام المساعد للاتحاد دعم المكتب التنفيذي الوطني لنضالات رجال التعليم ووقوفه معهم أثناء المفاوضات ومساندته لكل تحركاتهم من أجل تحسين الظروف المادية والمعنوية للمربين. ودعا الأخ الزاهي الحاضرين إلى الوحدة وإلى نبذ الانشقاقات خصوصا أنّ قطاع الوظيفة العمومية مقدم على مفاوضات اجتماعية ستهتمّ بقطاع التعليم وستوليه الأهمية التي يستحقها. ولم يفوّت الأخ الزاهي الفرصة دون التذكير بما يواجهه المدرسون في كل من فلسطين والعراق من صعوبات واغتيالات مؤكدا ضرورة الوقوف الجماعي مع نضالاتهم ضدّ الاحتلال الاسرائيلي والأمريكي إلى أن تتحرّر الأراضي العربية. الجامعيون متمسّكون بشرعيتهم وأبرز الأخ سامي العوادي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي النضالات التي قام بها الأساتذة الجامعيون دفاعا عن حقوقهم وحملهم الشارة الحمراء في عدّة جامعات احتجاجا على الوضع المتأزّم داخل الجامعة التونسية بسبب رفض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا التفاوض مع الهيكل النقابي الشرعي والوحيد، معلنا أمام الحضور أنّ منظمة العمل الدولية قد بعثت الأسبوع الماضي برسالة الى الحكومة التونسية تتعلق بالشكوى التي رفعتها الجامعة ضدّ ممارسات الوزارة ورفضها الحوار مع الطرف النقابي. وبيّن الأخ سامي العوادي الممارسات التي قامت بها الوزارة مع انطلاق السنة الجامعية الجديدة حيث منعت الأساتذة من المشاركة في الترقية وتمّ فسخ عقود بعض المتعاقدين الذين شاركوا في الاضرابات. ونوّه الأخ العوادي بالتنسيق الموجود بين نقابات التعليم ممّا يعزّز قوّتها وصلابتها تجاه كلّ محاولات ضرب العمل النقابي بقطاع التعليم. قواسمنا مشتركة من جهته ذكّر الأخ الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي بمعاني هذا اللقاء المشترك بين نقابات التعليم، مبيّنا أنّ قواسم مشتركة تجمعها سواء فيما تعلّق بظروف عمل المدرّس أو تجاه ما تشهده النقابات منذ سنة أو أكثر من هجمة وضرب للحق النقابي ومحاولة الالتفاف على المكاسب، داعيا الجميع إلى التوحّد ومنع كل المحاولات لضرب العمل النقابي بقطاع التعليم. متوحّدون حول المواقف وفي الاتجاه نفسه، أبرز الأخ محمد حليم الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي الهجمة ضدّ النقابات لكنّه أكّد التفاف النقابيين والمربين حول هياكلهم النقابية ورغم العراقيل فإنّ وحدة المدرسين وتضامنهم من شأنها أن تمكّن المناضلين من تجاوز هذه الصعوبات. ونوّه الأخ حليم بالدعم الذي تلقاه نضالات المربين من طرف المكتب التنفيذي الوطني وهياكل الاتحاد ومناضليه كافة. الوحدة أساس النضال من جهته بيّن الأخ خليل الزاوية الكاتب العام للنقابة العامة للأطباء الجامعيين صعوبة مهنة المربي وهي تمثّل إحدى المهن الشاقة. ودعا الأخ الزاوية إلى تواصل التنسيق بين نقابات التعليم الذي عزّز النضال بينها ودعم سياسة الاتحاد في قطاع التعليم مبيّنا النضالية المتوفّرة داخل هذه النقابات ممّا يجعلها صرحا مهما داخل المنظمة الشغيلة. شعر ومداخلة وكان اللقاء قد تخلّلته قصيدة شعر ألقاها الأستاذ الشاعر فتحي الناصري ومداخلة قيّمة حول الجودة في التعليم قدّمها الأستاذ محمد بشروش. ونشير إلى أنّ اليوم العالمي للمربّي أقرّته منظمة «اليونسكو» كيوم عالمي للمدرّسات والمدرسين ويحتفل به كل المدرسين في العالم وجاء هذه السنة تحت شعار «الجودة في التعليم وظروف عمل المربّي». وشهد اللقاء أيضا نقاشات بين الحضور الذين أبدوا امتعاضا شديدا من سياسة وزارتي التعليم العالي والتربية تجاه المدرسين وذلك سواء من الناحية المادية أو من الناحية المعنوية حيث مازالت المدارس والمعاهد والكليات تفتقد شروط جودة التعليم داعين إلى الابتعاد عن الشعارات والاهتمام أكثر بتعليم يمكن من تكريم اطارات كفأة لا عاطلين عن العمل دون كفاءة.