أسئلة كثيرة تكاد تخيّم على أنشطة مختلف أقسام مركزية الاتحاد العام التونسي للشغل هذه الأيّام من ذلك أنّ بعض أعضاء المكتب التنفيذي الحالي استغلّوا وجودهم بالقيروان على هامش الندوة الوطنية حول المؤتمر التوحيدي للحركة النقابية العالمية والتي أشرف عليها السيد عبد السلام جراد لمزيد تلميع صورهم أمام الحاضرين مع القيام بحملة دعائية تضمن لهم أحقّية مزيد التواجد في مشهد المكتب التنفيذي. في القيروان ذهبوا ليمتدحوا ويروّجوا لإنجازاتهم بما أنّه فيهم من كان نجح في ما كلّف به من ملفّات سواء كانت تفاوضية أو تسييرية في حين طفح البعض الآخر إلى الحديث عن شرعية تواجده تحت الأضواء حتّى وإن لم ينجح في ما أسند إليه من ملفات. ندوة القيروان على أهمّيتها اعتبرها الكثير من المعنيين بالشأن النقابي بمثابة نقطة الارتكاز الأساسيّة التي سبقت مؤتمر المنستير والذي يبدو أنّه سيكون ساخنا على أكثر من مستوى خاصّة وأنّ غالبيّة الوجوه التي يتشكّل منها المكتب التنفيذي الحالي ستغادره إذا ما ضمنت صعودها في مؤتمر سنة 2011 بما أنّ قانون المنظمة والذي تمّت الموافقة عليه في مؤتمر جربة الإستثنائي لم يعد يسمح لأعضاء المكتب التنفيذي بالتواجد في صلبه إلاّ في دورتين إثنتين فقط. ما يحتّمه الواقع وبما أنّ القانون الداخلي لأكبر منظمة وطنية في تونس يفرض ذلك فإنّ عديد الوجوه قد تتنازل عن حقّها في الترشّح خلال هذه الدورة حتّى تمكّن البعض الآخر من إنهاء دوره في المشهد النقابي وبالتالي تكون الساحة قد فرغت من عديد الوجوه مع أنّ هؤلاء سيساعدون من يساندونهم ويساعدونهم في الصعود هذه المرّة وبالتالي توفير ضمانات التواصل بين نفس الوجوه التي تحمل نفس التوجّهات والإتّجاهات، وفي هذا السياق تتعدّد مسالك هذه الوجوه بما توفّر لها من إمكانيات وآليات لتدافع عن حقّها في المحافظة على تواجدها في زمن سقطت فيه كلّ النظريات على أن نعود لنقول أنّ راهن المنظمة يتطلّب بشكل أو بآخر إدخال نفس تجديدي عليه حتّى يتمكّن من المحافظة على إشعاعه الداخلي والخارجي في زحمة من الملفات التي لم تعرف بعد طريقها للحلّ. وجهات نظر متباينة اللاّفت للانتباه أنّ الثنائي المنصف اليعقوبي ورضا بوزريبة يحظى كما ذكرنا في عدد الأسبوع الماضي بثقة عديد الوجوه كما انضّم لهما توفيق التواتي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بتونس والذي يبدو أنّه من مناصري فكرة محافظة المكتب التنفيذي الحالي على نفس وجوهه رغم أنّه كان أبدى احترازا حول اسم أو إثنين في مناسبات سابقة، لكن هذا لا ينفي دعمه اللاّمتناهي للثنائي رضا بوزريبة والمنصف اليعقوبي كما أنّ الكاتب العام للبلديين السيد الناصر السالمي يدنو من نفس المنحى التمثيلي في حين يرى عبد الحميد الجلالي (المالية) أنّ للمؤتمر نواميسه ومفاجآته وأنّ الظرف الرّاهن ليس في حاجة إلى «التمثيلية» (؟) في صلب المكتب التنفيذي فقط وإنّما في حاجة إلى فعل أساسي خاصّة وأنّ ملفات عديدة مازالت لم تُحسم بعد لكنّنا نعود من حيث انطلقنا لنؤكّد أنّ ندوة القيروان على أهمّيتها كانت فرصة مهمّة جديدة متجدّدة بالنسبة لمحمد السحيمي وعبد المجيد الصحراوي والمنصف اليعقوبي لجسّ النبض وكذلك التوقّف أمام اتّجاهات وتوجّهات النقابيين للمرحلة القادمة. تكتيكات المرحلة القادمة وإذا كان بعضهم تساءل في السرّ والعلانية على الخلفية التي اختيرت لها مدينة القيروان لاحتضان ندوة المؤتمر التوحيدي للحركة النقابية العالمية فإنّ بعض المقرّبين من مصادر القرار يؤكّدون أنّ «فكرة» عقد هذه الندوة في القيروان كانت بفعل الفاعل حتّى يتمكّن بعضهم من احتواء البعض من مواقف حسين العبّاسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وللتّدليل على ذلك فإنّ مصادرنا تذهب إلى حدّ التّأكيد أنّ السيد عبد السلام جراد الذي كان ترأس فعالياتها «أي الندوة» كان غضب وأبدى انزعاجه لوجهات نظر بعضهم في طريقة عمل ميكانيزمات الاتحاد العام التونسي للشغل في الوقت الرّاهن. أرقام وهوامش قبل المؤتمر مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل والذي تنعقد أشغاله بالمنستير أيّام 14 و 15 و 16 ديسمبر 2006 هو المؤتمر رقم 21 في تاريخ المنظمة الشغيلة. العدد الجملي للّذين سيحضرون مؤتمر المنستير سيكون 712 من بينهم 467 نائبا. شعار مؤتمر المنستير سيكون «صمود، نضال وتقدّم». عدد ضيوف الاتحاد العام التونسي للشغل خلال مؤتمر المنستير سيكون في حدود 68 شخصية نقابية عالمية وإقليمية وعربية. الهيئة الإدارية المنعقدة يوم 9 أكتوبر بنزل أميلكار كانت حدّدت كل اشكال عقد المؤتمر. ستضع لجان تنظيم مؤتمر المنستير سيّارة فاخرة مع سائق على ذمّة كل ضيف. سيوجّه الاتحاد العام التونسي للشغل عديد الدعوات لوجوه تنشط في مجال الهجرة بفرنسا. تتّجه النيّة لدعوة رؤساء الأحزاب الوطنية وبعض الوجوه المعروفة. 4 لوائح ستعرض على أشغال مؤتمر المنستير وهي: اللائحة العامّة، اللائحة المهنيّة، اللائحة الداخلية ولائحة الهجرة. سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالمنستير يقوم بدور تنسيقي لاختيار النزل التي سيحتضن المؤتمر وكذلك ستكون كمقرّات إقامة الضيوف. مراقب الإعلان