فوجئ العديد من سكان اقليمتونس بنشاط مكثف لشركة الكهرباء والغاز يوم الأحد. هذا النشاط المكثف ارتبط بحملة واسعة لقطع تيار الكهرباء على من لم يسدّدوا معاليم الاستهلاك لآخر الفواتير التقديرية. ولئن يعتبر هذا الاجراء من المسائل الطبيعية في الظروف الطبيعية، الا ان اسباب دهشة العديد من المتساكنين تعلقت بما لمسوه من صرامة في تطبيق القانون ايام الاحاد وقبل عيد الاضحى المبارك. وبقطع النظر عمّا يمكن ان يسببه قطع التيار الكهربائي عمّن لم يسددوا معاليم فواتير استهلاكهم من اتعاب وتعقيدات ادارية وصحية وغيرها فإن شركة الكهرباء والغاز التي لا تتوانى لحظة واحدة في توظيف معلوم اضافي في شكل خطية مالية على كلّ من يتجاوز يوما واحدا من آخر تاريخ خلاص فواتير استهلاكه، كانت امام واجب احترام يوم العطلة التي تتعطل فيه وجوبا كلّ المصالح والادارات وخاصة تفهم ظروف المواطن اياما قبل عيد الاضحى مثلما يتفهم المواطن الانتفاخ المتواصل لفواتير الكهرباء والغاز والذي لم يجد له تبريرا. وشركة الكهرباء والغاز التي اشتغل اعوانها وموظفيها ايام العطل والاحاد وتفهموا ظروف المواطنين الذين تولّوا تسديد المعاليم مباشرة نقدا اوبالصك كان عليها التفكير في الية اخرى لاستخلاص ما تخلد بذمة المستهلكين مقابل تمكينهم من حقهم في التدفئة ايام البرد والقرّ هذه وتسهيل دور بعض المؤسسات واصحاب المشاريع الصغرى التي تنشط اكثر ايام العيد خدمة للمواطن. فهناك العديد من محلات تنظيف الملابس ومحلات التجهيزات المنزلية وعيادات الاطباء وخاصة المحلات السكنية التي تستوجب النور الكهربائي لبعض المرضى والرضع وكبار السن. فهل ان شركة الكهرباء والغاز قد جانبت بهذا الاجراء المفاجئ قيم التضامن والتآزر التي تتدعم خلال المناسبات الدينية ام أنها اقدمت على ذلك تحت اسباب خارج عن ارادتها؟