«الى أطفال العراق... الحمام الذي يحمل جراحا لن تندمل الا بدحر الظّالم المستبدّ...» استوى على الموج الذّلول ثعبان أزرق، يفتح فاه على الدّنيا... راح يبسط شرنقاته لاصطياد البراري، استوت له الارض لكي ينثر فيها... أنجمه الزّائفة، ويبثّها الانوار في أكوابه المسمومة. ...................... يا السّمك المطيع ولا تطاع.... يا النّوارس التي تطير ولا تطير... ما الذي تبقّى؟... جلّنار العالم، يا نفح الأرض المندلقة فجّر جمرك أنوارا... تطفئ فينا هذي الظّلماء
للفتى أن يركب ريحا باتّجاه التي لم تجئ، وللتّراب الزّكي.... أن يراوغ جمره في ماء الجسد، وحين اللّقاء... تفتح ابنة الألق جدائلها للمطر، والجلّنار يقيم طقوس ضوعه... وقبرة البراري تعتلي هدب السنابل... كي تزفّ شدوهاا الى الشّمس،
لبابل الشّموخ في معاليها برغم انحراف الزّمان وللتّاريخ ان يزفّ دمانا الى الجلّنار، وللطير الأبابيل ان تصلي «حمورابي» لم يمت، و»عشتار» على عهدها سوف تبقى
لا ترتد الأسود يا.... ليل العماريّة () لا تبك... فالدّموع مالحة على هذا الثّرى والجلّنار لا يبكي بل تبلّله الصّباحات بطلل... من عيون البراري، يترشّف الكون... ضوءه، حين يطلع الاسراء معراجا الى الشّمس.
ان يكن للسّرطان البحري منجنيق، ففي ثغر الياسمين لا يزال يشتعل الرحيق؟؟ للنّحل ان يرشف الآن، من عتاق الياسمين، وله ان ينْزُوَ الى عناق الصّبح، لن ينطفئ الرحيق في شفاه الياسمين، لن ينطفئ الرحيق... في كفّّها الشمس ساطعة ضوع الارض في دمها... بوح السّوسن على شفاهها الغجر وتعاويذ البهار ابنة الالق التي قد ارتحلت بلا وداع، ستنهض من ظلامها وتعود، ستفتح شبابيكها للصباح، ويزهر الحبّ بلسما من حياة... وتأتلق في مدى قصيدتنا تباشير نهار. ------------------------------------------------------------------------ صالح الطرابلسي (*) العمارية: مدينة عراقية قصفتها طائرات الدمار الامريكية في 1991