أصدر الدكتور المنجي بوسنينة مؤخرا الجزء الثاني من كتاب مدارات بعد أن صدر الجزء الاول عام 2003 عن منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) والتي يتولى إدارتها العامة منذ بداية شهر فيفري 2001. والاستاذ الدكتور المنجي بوسنينة من مواليد تونس العاصمة في 4 مارس 1944 وناقش بتفوّق دكتوراه الدولة في الاداب والعلوم الانسانية من جامعة الصربون (باريس) موضوعها «التنمية التربوية وتطوّر الفوارق الاقليمية بالجمهورية التونسية وذلك بعد الحصول على دكتوراه الحلقة الثالثة في الجغرافيا البشرية والاستاذية في التاريخ والجغرافيا وهو خريج المدرسة العليا لتكوين الاساتذة بباريس وتابع دراساته بمعهد العلوم السياسية بالعاصمة الفرنسية وتولّى التدريس بكلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة تونس منذ 1970 وإرتقى الى رتبة أستاذ محاضر منذ 1981 وتحمّل عدّة مسؤوليات سياسية منها وزير الثقافة وكاتب دولة للتربية وسفير تونس بالرباط وباريس وعمل خبيرا مستشارا لدى البنك الدولي ومنظمة الاممالمتحدة ومنظمة اليونسكو وجامعة الدول العربية في مجالات التربية والتكوين والشباب وشارك بمداخلات ومحاضرات في العديد من المؤتمرات والندوات التربوية والعلمية والثقافية العربية والدولية ونشرت له عديد الدراسات والمقالات العلمية بتونس وبالخارج في مجالات التربية والثقافة والشباب والإعلام والتنمية البشرية وصدرت له مجموعة من الكتب تتصل بواقع التربية والثقافة والعلوم في الوطن العربي وباشكاليات حوار الحضارات والتنوع الثقافي من بينها رؤى ومواقف (2002) ومدارات (جزءان 2003 و2006) وحوارات (2004) ونافذة على المستقبل (2005). «مدارات 2» تضمن كتاب «مدارات» في جزئه الثاني مجموعة من المحاضرات والمداخلات التي ألقاها الدكتور المنجي بوسنينة في مؤتمرات وزارية وندوات فكرية عربية ودولية تناولت مواضيع ذات صلة بحوار الحضارات والأمن الثقافي العربي والثقافة والمعرفة والتجارة والتنمية في عصر العولمة واصلاح التعليم ومستقبل التعليم العالي في الوطن العربي والحرية والاكاديمية والمسؤولية الاجتماعية... وفي تقديمه للكتاب قال الدكتور المنجي بوسنينة «هذا الاثر الفكري يحوي عديد المقاربات النظرية والتصورات العلمية لمسائل حيوية متصلة بشكل اقامتنا كعرب ومسلمين في هذا الكون خاصة في ظل تغير المعطيات الجغرافية وبروز تكتلات جديدة». مضيفا قوله «لقد مثل الارتقاء بالخطاب الثقافي العربي هاجسا من هواجسنا الدائمة بعد أن اتضح بما لا يدع مجالا للشك ان من أسباب سوء الفهم والتفاهم بين الشركاء في الانسانية الترويج لخطابات لاغية للآخر او مكرسة للأحقاد التاريخية والداعية للتناحر إعتمادا على إستثناءات تاريخية شكّل التصادم بين الحضارات قاعدتها المادية فكانت حدثا عابرا لا يجوز الاستئناس بمخلفاته وقد أكّدنا في ثنايا هذا الكتاب على ان التخطيط التربوي المحكم وزرع القيم والفضائل هي الكفيلة بالغاء الفصول التاريخية المرعبة من تاريخ البشرية وتحويلها الى عبر تدفع نحو مستقبل افضل للبشرية».