لا تزال عديد المطالب النقابية المشروعة عالقة الى حدّ الآن وذلك بالرغم من الاتفاق المبدئي الحاصل في جلسة المصالحة بالتفقدية العامة للشغل ورغم عديد الاتصالات التي قامت بها النقابة الاساسية للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية بالادارة التي تلقت مضامين اللائحة المهنية الصادرة عن الاجتماع العام المنعقد بدار الشغالين بالعاصمة يوم 14 مارس 2007. فالنقابة الاساسية استندت الى القانون وارتكزت على مبدإ العدل والانصاف بين أعوان صناديق الضمان الاجتماعي في مطالبتها بتحيين التعريفات المعمول بها في نطاق التأمين الجماعي على المرض المعمول به في كل من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتأمين على المرض، وعلى الرغم من توصلها الى ابرام اتفاقات مع الادارة قصد تسوية هذا الملف، فإن هذه الاخيرة لم تحرص من جانبها على توحيد المنافع بين اعوان الصناديق. ولئن تمكن اعوان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي واعوان الصندوق الوطني للتأمين على المرض من اعادة تصنيف اكثر من خمسين عونا على اساس الشهادات العلمية في غضون شهر جانفي الجاري، فإن ادارة الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية لم تستجب لهذا المطلب القانوني وعمقت بذلك نهج الإجحاف في حق منظوريها تماما مثلما عمدت الى حرمان كل عون تقع تسميته في خطة وظيفية من المنح الخصوصية التي كان ينتفع بها قبل التسمية وقد زادت الطين بلة حين اقدمت على حسم منحة الخطر لاعوان المطبعة بعد ان تمت اعادة تصنيفهم بالصنف الفني. وتزداد حلقات التوتر بين الادارة والنقابة الاساسية مع عدم اعلان التسميات في الخطط الوظيفية بعنوان 2007 الى حدّ الان على الرغم من التعهدات التي قطعتها ادارة الصندوق على نفسها خلال شهر نوفمبر من السنة الماضية والذي يؤكده محضر الاتفاق المبرم بين الطرفين. وفيما يتعلق بضرورة تطبيق الفصل 91 من النظام الاساسي المتعلق بالتكوين للتربية وفقا للاتفاق الحاصل في الغرض فان الادارة اقتصرت على تكوين اعوان الصنف الرابع متنكرة بذلك للاتفاق الرامي الى تفعيل الفصل المذكور ليشمل كل الاصناف. وعلى الرغم من تكرار الطلب القاضي بتحسين ظروف العمل بمرآب السيارات والمباني الادارية ورغم تكوين لجنة تعنى بالمسألة، فان شيئا لم يحصل وكأن لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر ببال احد الخطوط العريضة لتكتيكات الادارة الى حدّ الان. وفي السياق ذاته مازال الاعوان يواجهون فقدان وسائل العمل الضرورية من ادوات ومواد مكتبية والات طباعة مما اثر سلبا في سير العمل وجودته وسرعته. هؤلاء الاعوان مازالوا يواجهون ضغطا في المصاريف الناجمة عن ارساء سياراتهم في المناطق الزرقاء والذي يكلفهم يوميا نحو اربعة دنانير، فرغم المساعي التي قامت بها ودادية اعوان الصندوق لايجاد حلّ لهذه المسألة، فإن هذا المطلب الاجتماعي الذي يتسبب في مغادرة الاعوان لمراكز عملهم لاقتطاع التذاكر اكثر من مرة في اليوم لم يلق الاهتمام اللازم. وقد تعمقت الفرقة بين اعوان المطبعة والفريق الفني الذين تم غض النظر عن تسوية وضعيتهم على غرار زملائهم اعوان المطبعة. وأمام توتر العلاقات الشغلية وتعكر المناخ الاجتماعي داخل المؤسسة، تدعو النقابة الاساسية للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، الاعوان كافة لمزيد الالتفاف وراء هياكلهم النقابية التي تستعد للدخول في ماراطون المفاوضات الاجتماعية والاستعداد الجاد للنضال من اجل تحقيق مطالبهم بكل الوسائل الشرعية ومنها الاضراب.