انتظم بمدينة الحمامات الجنوبية يومي 4 و 5 فيفري الجاري المجلس المركزي للاتحاد العربي للعاملين بالمصارف والتجارة والتأمينات والاعمال المالية تحت شعار «نحو آفاق نقابية متجددة في الممارسة والخطاب». وشهد المجلس في جلسته الافتتاحية حضور عدد مهم من الاطارات النقابية من الاتحاد العام التونسي للشغل إضافة الى عدد من اعضاء من المكتب التنفيذي الوطني. وكان الاخ عبد الحميد الجلالي رئيس المجلس المركزي والكاتب العام للجامعة العامة للبنوك قد رحب بالاخوة الضيوف كافة مؤكدا الحرص الذي يوليه الاتحاد العام التونسي للشغل من اجل تدعيم العلاقات النقابية العربية لما فيه خير الامة العربية ككل. وكان الاخ صالح قلية الامين العام للاتحاد العربي للمصارف قد حيا قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل على دعمها واستضافتها لهذا المجلس كما حيا حضور الاخ تاج السر شكر اللّّه أمين شؤون الاتحادات المهنية بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. وتحدّث الاخ الامين العام للاتحاد العربي عن التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع البنوك والتأمينات نتيجة الظروف الدولية، داعيا أصحاب العمل والحكومات الى العمل مع النقابات على احترام معايير العمل الدولية واقامة حوار داعم لتشكيل قوة وقاعدة انطلاق مشتركة لمواجهة هذه التحديات. ونبّه الاخ قلية إلى خطورة عدم اكتراث العديد من المؤسسات المالية العربية من المنافسة الشرسة للمؤسسات الاجنبية، داعيا الى ضرورة تأهيلها من حيث رأس ما لها ومن حيث الاستعداد المبكّر لتدريب العاملين واعادة تأهيلهم وفي جانب اخر دعا الاخ الامين العام للاتحاد العربي الى توحيد الممارسة النقابية على قاعدة التضامن والممارسة النقابية الفاعلة للحقوق والواجبات. شهد اليوم الاول من المجلس المركزي تقديم تقرير الامانة العامة واستعراض نشاط المرأة وبرامجها المستقبلية لعام 2008، ثم قدم الاخ نعمان الغربي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية التجربة التونسية في خصخصة القطاع المصرفي والمالي. وبينت الدراسة ان السنوات الاخيرة شهدت خصخصة العديد من البنوك التونسية شبه العمومية وبيّن الاخ نعمان الغربي ان كل المؤشرات تدل على أن القطاع المصرفي الذي لا تزال تهيمن عليه ثلاثة بنوك عمومية سينسجم مع الخطة الجديدة في التفتح المالي. واوضح الاخ الغربي ان التوجهات الجديدة افرزت تعديلات كبيرة لدى مؤسسات القطاع في طريقة التسيير والتصرّف واختيار انماط جديدة في كل ما يهم الشغل والعلاقات الشغلية. وأبرز الاخ نعمان الغربي ما قامت به الجامعة للتصدي لهشاشة التشغيل ومحاولات الانتداب بالمناولة وذلك بتعزيز الانخراطات التي ازدادت بنسبة 45 ووصلت نسبة هيكلة القطاع الى 95. أكد الكاتب العام المساعد للجامعة ان القطاع حرص على تطوير التشريع القطاعي بما يتلاءم مع معايير العمل الدولية والدفاع عن الحق النقابي. كما عملت الجامعة على دعم التضامن النقابي الدولي وتعزيز تموقع الجامعة في المنظمات النقابية الدولية. وشهد المجلس كذلك تعرف تجربة الخصخصة بكل من الاردن والمغرب ونظر المشاركون الذين حضروا بكثافة في هذه الدورة الى عدة قضايا اخرى كالمرأة والخصخصة وتعزيز التمثيل النقابي ونجح المجلس المركزي في الخروج بتوصيات اكدت الوحدة النقابية والنضال المشترك لصالح العمال وقضايا الامة العربية. وكان الاخ تاج السر شكر الله قد حيا نضال قطاع البنوك والتأمينات المالية وتوفقه في انشاء اتحاد عربي مهني موحد وحيوي مما ساهم في دفع العمل النقابي العربي.