ينطلق ملتقى المبدعات العربيات في دورته الثالثة عشرة أيام 10 11 12 افريل من هذه السنة وقد اهتم في دوراته السابقة بالاداب والفنون المختلفة، وأوصت المشاركات في الدورة الحادية عشرة بالاهتمام بالعلوم الانسانية والعلوم الصحيحة فكانت البداية في السنة الماضية بالمبدعة العربية في مجال المعمار التراثي وقضاياه. وقد رأت الهيئة ان تتجه في هذه الدورة الى العناية ب : «المبدعة العربية والبحث في مجال العلوم الاجتماعية». ورغم ان العلوم الاجتماعية هي اخر العلوم الانسانية ظهورا من الوجهة الابستمولوجية فإن تعدد البحوث في هذه العلوم وتنوعها واختلاف الرؤى فيها والنتائج الى حد التناقض احيانا قد جعلها تتلافى تأخرها في الظهور عن العلوم الانسانية التي تعنى بالانسان في فرديته ان لم نقل تتجاوزها بأشواط عدّة. أما في البلدان العربية فانه انطلاقا من مقولة ابن خلدون «الانسان مدني بالطبع» فإن العلوم الاجتماعية بمختلف مجالات اهتمامها قد اكتسبت منزلة كبيرة بحيث اصبح اليوم من المستحيل تجاهل البعد لاجتماعي عند تناول اي ظاهرة انسانية في المجتمعات العربية وذلك نتيجة لازدهار البحوث الاجتماعية التي اهتمت بخصوصيات المجتمعات العربية وتنوع ظواهرها واعتبارا كذلك لجدية هذه البحوث العلمية وعلمية مناهجها وعمق مقارباتها وفي هذا السياق المعرفي الزاخر طرأت ظاهرة العولمة التي وفّرت دفعا جديدا للبحث في العلوم الاجتماعية ودعمته فصرنا لذلك نشاهد ان البحوث الاجتماعية قد اضحت لا تكتفي بالتوصل الى المعرفة الدقيقة بالظواهر الاجتماعية بقدر ما تعنى بإشكالية المجتمع وهو يواجه ظواهر ذات صبغة عالمية مثل الحداثة ومثل هيمنة ثقافة على أخرى ونعي ذلك وهو ما يجعل البحث يلتقي بالابداع في هذا المجال لانه لا يكتفي بوصف الواقع الاجتماعي وتحليله بقدر ما يسعى الى توفير المعطيات واستشراف الحلول الكفيلة بتطوير هذا الواقع الاجتماعي وتنميته ولا جدال في ان المرأة العربية قد اكتسبت وعيا اهلها للبحث العلمي في جميع العلوم وكفاءة جعلت ابحاثها ذات اثر عميق في تطوّر مجتمعاتها وتنمية الانسان بها فكانت لها الرؤى الفاعلة والاجتهاد الثاقب في مجالات عديدة وان اختلفت النتائج والتجارب من مجتمع عربي الى آخر. ويسعى الملتقى في هذه الدورة إلى التعرض الى جهود المبدعة العربية قصد استكشاف مدى ما بلغته من معرفة فربّما يميّز مجتمعاتها ويؤكّد خصوصية رؤاها، ويبرز جدية استنتاجاتها كما يعرّف بمختلف العراقيل والصعوبات التي تواجهها. وسعيا الى الاستفادة من هذه البحوث والتجارب التي حققتها المرأة العربية كان من الضروري اختزال الموضوع في المحاور التالية: اي دور للباحثة العربية في مجال العلوم الاجتماعية؟ ماهي خصوصيات البحث النسائي؟ وماهي آفاق تطوّره؟ ماهي مجالات البحث التي تعنى بها الباحثة العربية في العلوم الاجتماعية: علم الاجتماع، الانتروبولوجيا، علم اجتماع الفنون، علم النفس الاجتماعي ام غيرها؟ ماهي ميادين اهتمام الباحثة العربية، هل اقتصرت على الاسرة ام تجاوزتها الى العناية بكل الظواهر الاجتماعية؟ الباحثة العربية في العلوم الاجتماعية بين البحث الاكاديمي والمجتمع المدني: هل يمكن الحديث عن قطيعة ام تكامل؟