III- تصنيف بديل: أ- المثقف الحائر: قوته وضعفه: يتأمل الباحث هنا أن الساحة التونسية تصطدم بقلة الأشخاص الذين يتحركون ضمنها ويتقلص هذا العدد إلى أن يبلغ الشخص الواحد في حالات الأزمات فهناك تغير في المواقف والسلوكات بحسب المواقع التي يوجدون فيها. أما بالنسبة للمثقف الحائر فتكمن قوته في اقتحام الفضاء المتاح له والقدرة على قول نعم وقول لا فالحقائق بالنسبة له ليست مطلقة وثابتة فهوباستمرار طارحا للأسئلة مفجرا للمسائل له قدرة على تقديم الحجج والمبررات العقلية والواقعية المقنعة. إن المثقف الحائر يعيش عسرا وقلقا يسعى إلى إبلاغهما إلى آخرين لكنه لا يخلومن هشاشة وضعف موازيين لقوته وعناده. ب المثقف الهادىء: يكتفي بالكلام والدعاية دون أن يهدد كيان المؤسسة بالذات في الميزان فهوراسخ في أفكاره الغير قابلة للخلخلة والزعزعة. لا يهتم بالأحداث مهما عصفت فهوسائر على الدرب دون اهتزاز أوقلق. إن كلا من المثقف الحائر والمثقف الهادىء يعكسان مفارقات السياسي والمدني. الفصل الخامس: البيو أثيقا بين العلم والأيديولوجيا: في مدخل هذا الفصل يبين التحول الذي عرفه الحقل الطبي بين المحافظة على القواعد الأخلاقية البسيطة من السخاء والتعاطف وروح التضحية والمجانية...، في حين أن العصر الحديث عرف ثورتين، هما الثورة العلاجية (اكتشاف البنسلين) والثورة البيولوجية تجسدت في اكتشاف الشفرة الوراثية(code (Génétique والقوانين التي تحكم تكوين الحياة. 1) المنظور العلمي المعاصر للإنسان: علم الوراثة الجزئي نموذجا، يبين فيه ما منحت فيه الثورة البيولوجية الإنسان من سلطة تمثلت في السيطرة على الوراثة والتناسل والجهاز العصبي وكذلك مختلف مراحل الحياة بالنسبة للإنسان. 2) الهندسة الوراثية والتحكم في الوراثة: لقد اعتبرت الوراثة تقليديا مخزونا ثابتا لا يتغير لمدة طويلة لكن اليوم فإن الهيئة الوراثية حسب تعبير فرنسوا جاكوب قابلة للقسمة والتحوير والتمطيط والتصغير. وهذا التحول يثير استتباعات أخلاقية و حقوقية و إيديولوجية، فماهي هذه الاستتباعات؟ 3) الاستتباعات الأخلاقية والحقوقية والايديولوجية: من أهم المشاكل التي تستثير البيوإثيقا هي مشكلة العقم والإخصاب خارج الرحم، كما تطرح قضايا أخلاقية على صعيد تشخيص الحياة قبل الميلاد. الفصل السادس: العولمة الثقافية بين الواقع والاستعارة: يحلل الباحث البشير المؤدب هذا الفصل ظاهرة العولمة وخاصة البعد الثقافي فيها واستخرج من خلال هذا التحليل جملة المواقف حول هذه الظاهرة، بين الإيجابي والقابل لذلك وبين السلبي والرافض لهذه الظاهرة. الفصل السابع: مقاربة المشروع العلمي للثقافة: تفسر النهضة الحديثة التي تعرفها الإناسة زيادة على العوامل المتعلقة بالخصوصية الثقافية بوجود عوامل شاملة لكل إنسان وهي جملة التحولات التي حصلت في العالم إثر الحرب العالمية الأولى ثم بناء نظام اشتراكي وحركات التحرر ضد الاستعمار وكذلك الثورات العلمية والتقنية التي غزت العديد من مظاهر الحياة العصرية من تسارع في التطور الاجتماعي وتعمق الصلات والعلاقات بين الشعوب والمجتمعات. إن الإناسة لها وظيفة معرفية فهي تجيب عن سؤال من نحن؟ وهوسؤال يسعى إلى معرفة الشعوب الأخرى والثقافات في العالم وأسلوب الحياة عندهم وعاداتهم وتقاليدهم والعلاقات التي تربط بين الشعوب في الماضي وخصوصياتهم وماهي القواسم المشتركة. إضافة إلى هذه الحاجة المعرفية تستجيب الإناسة إلى حاجة عملية: من التخلف الثقافي والبحث عن تعريف للسياسة الوطنية المتوازنة. I- أصل تكوين الإناسة: 1- لقد برز مفهوم الإناسة في القرن الثامن عشر فهويعني«رسالة في الإنسان وفي البدن البشري» إن محورها الإنسان فهي تهتم بمختلف أطوار حياته، البيولوجية والثقافية، الماضية والحاضرة. إن علماء الإناسة يدرسون الخصائص الفيزيائية- البيولوجية وكذلك الثقافية الاجتماعية. 2- إن الإناسة تثري علم الإنسان عندما تقدم تصورا واسعا للأشياء حسب منظور يشتمل على المعارف الخاصة المتضمنة في العلوم الأخرى مثل علم الاجتماع الذي يطمح إلى تصور شامل دون تنازل عن الملاحظات المباشرة. 3- الإناسة البنيوية: يبين الباحث في هذا الإطار الإختلاف في الأسس الإبستيمية للإناسة البنيوية بين المستويات الطبيعية والاجتماعية والثقافية، ويمكن أن يذهب الأمر إلى جوانب ثقافية وسياسية ولغوية(الألسنية) باختلاف المدارس الأنقلوسكسونية. 4- اليوم هناك استعمال لعبارة: «الإناسة الاجتماعية والثقافية» (Anthropologie socio-culturelle) هذا العلم يركز في دراسته على المجتمعا ت البدائية وكذلك الجماعات القليلة والصغيرة، ولكن وضع هذا العلم يتعقد في أيامنا هذه بحكم ظهور ميادين محايثة لها مثل علم الاجتماع وكذلك من الضروري ابستيمولوجيا بين الأنتروبولوجيا الثقافية والأنتروبولوجيا الاجتماعية وتساؤل الأنتروبولوجي الأنقلوسكسوني تالكوت بارسنز T. Parsons حول استيعاب الأنتروبولوجيا لمجال أوسع من مجال علم الاجتماع ذاته.