في إطار إحياء الذكرى 56 لمعركة 23 جانفي 1952 بطبلبة وتزامنا مع الايام القاسية «للمحتشد» أيام (7 ,6 ,5 و8) فيفري ,1952 نظّم الاتحاد المحلي للشغل بطبلبة تحت اشراف الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير بحضور الأخ المنجي الشرفي عضو الاتحاد الجهوي امسية ثقافية يوم السبت 9 فيفري 2008 استضاف لها ثلة من الاساتذة والمناضلين والمقاومين رافقتهم فرقة الكرامة. بعد الافتتاح بتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء ونشيد الثورة حماة الحمى تدخل الاستاذ رمضان بن ريّانة (صاحب مدوّنة طبلبة التقليدية والحداثة في المجتمع العربي 2003) متحدثا عن الظروف التاريخية التي سبقت المعركة منذ اواسط القرن التاسع عشر الى تاريخ الواقعة مسلطا الضوء على العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية والمهنية التي مهدت لانتصار ثلّة من الاهالي عندما انتظمت وخططت وقررت بارادتها مواجهة فرق عسكرية من القوات الإستعمارية الفرنسية لتكبّدها افدح الخسائر في الأرواح والآليات يعلن انذاك المذيع العربي من اذاعة لندن نصير شمّا إنتصار طبلبة على هذه القوّة العسكرية وكيف باتت بأيدي أبنائها.. ثمّ تولى المناضلون عليّة بالفقيه أمين مال اللجنة التنفيذية المحلية للشبيبة الدستورية ورئيس الشعب الدستورية الثالثة أنذاك والحبيب بالغالي الكاتب العام للجنة التنفيذية للشبيبة الدستورية تقديم شهادتهما الحيّة عن معركة 23 جانفي 1952 من حيث الاهداف والتخطيط والوسائل والنتائج. وقد شدّ الثنائي الإنتباه لما يحملانه من مخزون حيّ وحقائق تاريخية كشفا فيها لأوّل مرّة عن الزيارة التاريخية للزعيم الراحل فرحات حشاد شهيد الحركة النقابية في أواخر سنة 1951 لبلدة طبلبة وعن الاجتماع الذي انتظم انذاك وحوكم من أجله المناضلون عبد السلام شبيل والطاهر معرّف ومحمد تقيّة وهذا ما أكده المناضل عبد السلام شبيل في كرّاس مذكّراته الذي دوّنه في سنة 1954 عن المعركة كما مكّنت هذه التظاهرة ايضا من كشف النقاب لأوّل مرّة عن تأسيس أوّل «خليّة نقابية» تقابل اليوم النقابة الاساسية بقطاع النقل بطبلبة وتخصّ سواق السيارات والشاحنات في سنة 1949 على أيدي الأخ محمد قطاط الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بسوسة بمساعدة الأخ عاشور تقيّة منسق اللجنة التحضيرية وقد فتحت ايضا أبواب امام النقابيين لمزيد البحث في الأسئلة التي حملتها هذه التظاهرة. وقدّم الاخ المنجي بن خليفة الكاتب العام السابق للنقابة بطبلبة وعضو الاتحاد المحلي والذي تفرّغ للتأليف والكتابة، عرضا موجزا لما قاساه الاهالي من تعذيب وإهانة واغتصاب وعضّ بالكلاب البوليسية في المحتشد على امتداد ايام 7 ,6 ,5 و8 فيفري 1952 وعمليات التمشيط المروّعة للاطفال والنساء والشيوخ وتحطيم الممتلكات وتكسير مخزونات المؤونة والزيت وإتلاف المزروعات وذلك من أجل البحث عن المشاركين في المعركة (23 جانفي 1952)، واقتيدت مجموعة من بين ثلاثة آلاف الى معتقلات بسوسة والمهدية والمحمدية بأحواز العاصمة. وبالمناسبة ادت فرقة الكرامة مجموعة من الاغاني الوطنية منها بني وطني يا شهيد الوطن بلاد العرب أوطاني يا اولى القبلتين وغيرها.