مازال عمال وعاملات شركة «دانيتاكس» معتصمين بمقر مؤسستهم بقصر هلال (ولاية المنستير) وذلك منذ 25 جانفي 2008 في ظروف أقل ما يقال عنها انها مهينة، وقد تناهت الينا اخبار هذه الحالة من جهات عديدة مما ارتأينا معه التحول الى عين المكان للاطلاع عن كثب على حقيقة الامور... وهو ما كان بالفعل حيث أخذنا الاخ المنجي الشرفي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير الى هناك ذات غروب لنجد جمعا من العمال متدثرين السماء، معانقين اللهب والدخان حيث تحلقوا حول برميل تبعث اخشابه المحترقة شيئا من الدفء، في حين انشغل اخرون بتحضير «الصبّة» وانصرفت أخريات لتوظيب المفارش على الارض... في حين اهتمت احداهن بمعالجة «فنار» رفض الانصياع لأوامرها... رفض ان يشتعل مادام «الضوء مقصوصا» والماء غائبا... وسط هذا الاطار حاولنا فهم ما يحدث وذلك عن طريق النقابيين والعمال بحضور الاخ المنصف حسن الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بقصر هلال الذي أفادنا بأن الامر يعود الى يوم 17 جانفي 2008 حيث فوجئ العمال (120) بدخول اشخاص اغراب عن المؤسسة تبين فيما بعد انهم اعوان ديوانة ودائن للمؤسسة وبعض الراغبين في شراء محتوياتها (تلبية لاعلان في احدى الصحف حسب احدى العاملات) الامر الذي دعا العمال الى التصدي لهؤلاء تمسكا ودفاعا عن مصدر رزقهم مما اضطر معه «الضيوف» الى مغادرة المكان... ليتكرر السيناريو بعد اسبوع أي يوم 24 جانفي 2008 حيث عاد أحد افراد المجموعة وهو الدائن للمؤسسة حسب ادعائه صحبة عدل منفذ وعون ديوانة واخرين تبين فيما بعد انهم أقرباؤه... قلت عاد ليدخل على العمال معلنا انه اشترى الآلات مبشرا بأنه «رب» العمل الحديد. عندها تدخلت هياكل الاتحاد محليا وجهويا وتم احظار تفقدية الشغل التي أوكلت الامر الى رئيس الوحدة المحلية للشغل بقصر هلال الذي بوصوله انصرف الجماعة وكانت الفرصة مواتية للعمال لاستيضاح الامر من متفقد الشغل الذي اخبرهم بأن هذا الشخص هو دائن للشركة الام (فرنسية) ويتوفر على حكم بعقلة على الشركة... وأضاف بأن مساعي ستبذل لحل الاشكال بعيدا عن الاضرار بالعمال... وفعلا انعقدت جلسة بالتفقدية بحضور النقابة الاساسية والاتحاد المحلي وعضو مكتب تنفيذي جهوي الى جانب الدائن، ومتفقد الشغل والديوانة وقد بادر الاتحاد باقتراح اللجوء الى الفصل 15 من مجلة الشغل والقاضي بمواصلة نشاط المؤسسة بصرف النظر عمن يتولى شؤونها او ملكيتها الا ان الاقتراح جوبه برفض مطلق من الدائن الذي رفض تحمل مسؤولية مصير العمال وأصر على اقتناء المعدات فقط لا غير الامر الذي أوقع الجميع في ممرّ مغلق. مع الملاحظ انه قبل هذا التطور تم ايهام الجميع ان البتة قد أجلت الى يوم 31 جانفي لاعطاء فرصة لجميع الاطراف للوصول الى حل مرضي الا ان المفاجأة حدثت بحصول البتة يوم 24 جانفي وهو ما يطرح أكثر من سؤال. تحت حيطْ !!! وبصرف النظر عن صدقية البتة وشرعيتها (بعض الآلات الثمينة غير منصوص عليها في الاعلان المنشور بالصحف تم الاستحواذ عليها بل يراد ذلك) فان العمال جنحوا الى السلم وطالبوا هذا الرئيس الجديد بعقد جلسة تضمن فيها حقوق الجميع ويوقع الجميع على ما ستتمخض عنه الا انه رفض ذلك رفضا مطلقا مصرحا بأن «المفاهمة بالكلمة تحت حيط»!! حسب ما صرح به لنا الاخ عامر منصر كاتب عام النقابة الذي يضيف «لقد طلب من العمال ان يغادروا بل يخلوا المكان وبعد يعمل الله...» هذا الموقف ضرب به العمال عرض الحائط في انتظار ما قد يأتي او ما من شأنه ان يوقف هذا الكابوس وهذه المعاناة المستمرة منذ 40 يوما.