بالتنسيق بين قسم التكوين النقابي والجامعة العامة للنسيج وبالتعاون مع مركز التضامن العمالي الدولي، التأمت بالحمامات ايام 8 و 9 و 10 نوفمبر الجاري ندوة تطرقت الى دور النقابات في ظل التطورات الراهنة لقطاع النسيج والملابس والاحذية حضرها ممثلون للجامعة والفروع الجامعية والنقابات الاساسية. اشرف على الافتتاح الاخ عبيد البريكي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي، وشهد كلمة الاخ الحبيب الحزامي الكاتب العام للجامعة الذي ابرز حجم هذا القطاع من حيث كثافة المؤسسات ووزنه العمالي الامر الذي يطرح على كافة هياكل الاتحاد مزيد التنسيق من اجل تطويق المشاكل والتغلب على الصعوبات مبينا اهمية التكوين النقابي في الاعداد الجيد للاطار النقابي. اما الاخ عبد النور المداحي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع الخاص فقد أبرز الدور الذي اضطلع به الاتحاد عبر الاتصالات الرسمية مع الحكومة ومنظمة رجال الاعمال وعبر التضامن العمالي الدولي وبفضل التشريعات المتطورة التي ساهمت فيها الحركة النقابية التونسية للتقليص من تداعيات العولمة، مبرزا ان هاجس فقدان 110 الف موقع عمل قد تم تجاوزه بفضل التكوين واعادة الادماج وبفضل الارضية النضالية والتشريعية. من جهته أوضح الاخ محمد شندول الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الاعلام والاتصال والنشر اهمية مثل هذه الندوات لتشريح الواقع بمعية الخبراء، ملفتا النظر الى دور جريدة الشعب وموقعها على الانترنات في ضمان الانتشار لنضالات العمال وانجازاتهم داعيا الجميع الى العمل على دعمها بتزويدها بالاخبار وبالتحاليل وبالترويج بين العمال والمهتمين بالشأن النقابي عموما. اما الاخ محمد سعد الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الادارة والمالية فقد ابرز التداعيات السلبية للاختيارات الاقتصادية على القطاع مبينا الاليات التي وفرها الاتحاد لتعزيز الانخراط بهذا القطاع عبر تفريغ عشرة عمال على حساب الاتحاد. وعبرت الصديقة لورين كليفر ممثلة المركز العمالي الدولي عن سعادتها بالتعاون مع الاتحاد من اجل تطوير حقوق العمال بقطاع استراتيجي هام معتبرة بتواجدها في اسرة نقابية دولية تناضل ضد الامبريالية الجديدة. من جهته توقف الاخ عبيد البريكي عند طبيعة هذه المرحلة في الاقتصاد الدولي ويطرح صراعا متكافئ بين شركات عملاقة تدعمه حكومات عملاقة وعالم ثالث لم تتهيأ أنظمته ولا ارباب العمل فيه لمجابهته بفهم طبيعة المرحلة والفعل فيها حماية للنسيج الصناعي الوطني والقوى العاملة، مبرزا هنا دور الندوات التكوينية للاستشراف وفهم الواقع قصد مواجهته عن دراية وبصفة منظمة. مقترحات شهدت الندوة مداخلة أولى للاستاذ سامي العوادي ابرز فيها الوضع العالمي الراهن وخصائص اليد العاملة التونسية وشخص خلالها واقع قطاع النسيج على الصعيد العالمي حسب اليد العاملة والاختصاص داعيا الى ضرورة جلوس كافة الاطراف لمعالجة الوضع الحالي وطرح مقترحات التوجه نحو اليد العاملة المهددة بالتسريح واعادة التكوين. كذلك اعادة النظر في المنوال الانتاجي والعمل على رفع نسق التأهيل لشركات النسيج وتنشيط الشراكة المحلية وتوخي سياسات انتاجية جريئة وطموحة تقوم على تشجيع القطاعات الواعدة. وشهد النقاش بعد المداخلة حوارا بين الحاضرين حول كيفية مجابهة الواقع الحالي بفتح حوار اجتماعي حقيقي. أي دور للنقابات؟ وقدم فيما بعد الاخ فتح الله العمراني الممثل الاقليمي للاتحاد الدولي لعمال الغزل والنسيج تشخصيا للتحديات الراهنة واهمية تفعيل الاشكال المناسبة لحماية وتطوير حقوق العمال لخلق موازين قوى جديدة لحماية العنصر البشري. الشفافية والعمل اللائق من ناحيته تعرض الاستاذ سعيد بن سدرين الى دور الاطراف الثلاثة في اعادة الادماج المهني للمسرحين مركزا على أهمية الشفافية في المعلومة والثقة المتبادلة بين الاطراف الاجتماعية والاقتناع بوجود المؤسسة والعامل على نفس الصعيد ازاء التداعيات السلبية للعولمة وذلك بمراعاة شروط العمل اللائق والقدرة التنافسية للمؤسسة. الحوار داخل المؤسسة وخلال المداخلة الرابعة التي قدمها الاخ علي بن رمضان الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التشريع والنزاعات قدم فيها خصائص المفاوضة الجماعية بقطاع النسيج وشدد الاخ علي بن رمضان على ضرورة التفاوض في مقاييس الانتاج على مستوى المؤسسة والتدريب المهني والنهوض بالموارد البشرية باعتبارهما من مشمولات المؤسسة طبقا لحاجياتها وخصوصياتها، مؤكدا على ضرورة ان يكون الحوار داخل المؤسسة ان كانت الارادة المشتركة هي تجاوز مشاكل المؤسسة والنهوض بها. الحوار الاجتماعي هذا وشفعت المداخلة بتعقيبين للأخوين محمد عباس عضو الجامعة وعبد المجيد العايب حول المفاوضة القطاعية والمفاوضة الجماعية على مستوى المؤسسة حيث استعرض الاول التجربة بالقطاع منذ التسعينات حيث اعتبر انه لم يتسن تنقيح بعض الجوانب الترتيبية الا خلال الجولة التفاوضية الاخيرة بعد تسليح النقابيين بالمعطيات الاقتصادية الضرورية والاحاطة بهم والحملات التحسيسية في المؤسسات دعما للتفاوض. وتعرض من جهته الاخ العايب من خلال تجربته الشخصية في مؤسسته الى مزايا التفاوض داخل المؤسسة لتحقيق المكاسب للعمال في الجوانب الترتيبية وتطبيق مقاييس الانتاج المتفق عليها وتوسيع مجال تقديم الشهادة الطبية الى 78 ساعة وامكانية تطوير مقدار منحة الانتاج وخصوصا تدعيم الانتساب النقابي. وقد شهد اليوم الثاني تدخلا للأخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات الذي اكد على اهمية مثل هذه الندوات لتدعيم القدرات النقابية والمخزون النضالي. لمن يهمه الامر صدر عن الندوة برقية الى السيد والي سليانة تدعوه للتدخل لارجاع كافة المطرودين من مؤسسة «Tuni - Trico» الى سالف عملهم. كما صدر بيان تضامني مع عمال هذه المؤسسة بعد حادث الطريق الذي أودى بحياة خمس عاملات. ونشير ان الندوة شهدت ثلاث ورشات وظفت لتحسين القدرات التفاوضية للنقابيين وتمكينهم من أسلحة التفاوض والعمل النقابي.