كيف انقضت من العمر خمسٌ وعشرون من السنوات في لمح البصر أو أقل هي تلك المدّة التي رافقت فيها زميلي الفقيد الاستاذ محمد الراجحي في معهد فرحات حشاد برادس والذي وافاه الأجل المحتوم يوم الجمعة الماضي بعد مرض لم يمهله الا أياما معدودات. إنّ المأسوف عليه ينتمي الى ذلك الصنف من الاساتذة الذين يعتبرون التعليم رسالة ومسؤولية، هو رسالة للنشء خاصة في ظروف يواجه فيها الشباب عدّة ضغوطات وتحديات وهو مسؤولية حيث يعتبر الاستاذ مثقفا عضويا عليه أن يؤسس لمجتمع مدني يقوم على العدالة والشفافية والانتماء الى القيم الوطنية والانسانية وفي هذا السياق كرّس الفقيد نشاطه النقابي دون هوادة في سبيل الدّفاع عن زملائه والوقوف الى جانب القوى البنّاءة في المجتمع لذلك لم يدّخر جهدا ولو على حساب صحّته وعلى حساب عائلته في كثير من الاحيان. أمّا الجانب الانساني لدى الفقيد فحدّث ولا حرج فهو ملتقى لكل مبادرة خير او إصلاح أو سند وهو دائم الابتسامة على محيّاه ومنتصب القامة يمشي... حتى الى الموت! فتحيّة وفاء وكلمة وداع. وإنّا للّه وإنا إليه راجعون. رادس 20 / 05 / 2008