في لمسة وفاء وعرفان، احتضنت دار المربي بالعاصمة مؤخرا تظاهرة ثقافية عن الأديب الراحل مصطفى الفارسي وذلك بفضاء القاعة الكبرى التي تحلّت وازدانت بمعرض للكتب والصور والوثائق النادرة التي تعلّقت بالأديب الراحل كما انتصبت في ركن آخر شاشة عملاقة تابع من خلالها الحاضرون شريطا عن مسيرة «سيدي مصطفى» كما كان يناديه أصدقاؤه من الأدباء والكتاب. هذا اللقاء انتظم ببادرة من المثقفة والباحثة والشاعرة لطيفة شاكر التي افتتحت اللقاء بكلمة مؤثرة ومعبرة فيها الكثير من الوفاء والعرفان تجاه الأديب الراحل الذي أثث المكتبة المسرحية والسردية بعدد من المؤلفات كما أشارت السيدة لطيفة شاكر الى أهمية الاحتفالية التي جاءت لتجمع عائلة المرحوم الفارسي بنخبة من أصدقائه من الأدباء وشكرت بالمناسبة كل من ساعد على نجاح الملتقى وخاصة عائلة المرحوم والضيوف إلى جانب الدعم الذي لقيته التظاهرة من قبل جمعية دار المربي التي وفرت المقر للاحتفاء بعلم من اعلام الأدب في تونس والعالم العربي. هذا اللقاء حضره عدد من الأدباء ومنهم من قدّم شهادة عن تجربة المرحوم. ومن الضيوف والحاضرين نذكر نورالدين صمود وسليم العنابي وأبو زيان السعدي ويحيي محمد وقد تحدثت الأديبة الشابة وابنة المرحوم هيفاء الفارسي عن شكر العائلة للسيدة لطيفة شاكر معدة هذه الاحتفالية كما تمنّت حضور ومشاركة عدد من الأدباء. الشاعر نورالدين صمود قدّم شهادة تحدّث فيها عن علاقته بمصطفى الفارسي وكذلك عن بعض المواقف التي جمعته بالأديب مشيرا الى أهمية جمع أعمال الراحل في كتاب وخاصة نشر بحث علمي في اطار الدراسة أنجزه مصطفى الفارسي عن القرامطة وختم الشاعر صمود شهادته ببعض المواقف الطريفة التي جمعته بالفارسي. الناقد أبو زيان السعدي تحدّث في شهادته عن خصائص أدب مصطفى الفارسي باعتباره أحد أقطاب الرواية العربية وخاصة الرواية التجريبية وأشار إلى مختلف المسؤوليات التي تقلدها الفقيد ومنها جميعة أدباء افريقيا واسيا ومجلتها «اللوتس» حيث عرّفت هذه التجربة بأدباء في القارتين كما كان لها حضور كبير في المشهد الثقافي التونسي وأشار السعدي إلى أهمية جمع أعمال الفقيد والاشتغال على أدبه وفنّه خاصة في الملتقيات الأدبية والثقافية. الأديب يحيى محمد تحدّث عن علاقة الفارسي بجماعة نادي القصّة بالاضافة الى أدبه ومختلف الوظائف والمسؤوليات التي مرّ بها مشيرا الى أنّ ملتقى القصة السنوي بالحمامات قد كرم الأديب في دورته قبل الأخيرة لسنة 2006. الدكور سليم العنابي تحدّث في نص متداع وفيه مسحة من الأدب عن الراحل من خلال تفاصيل يومية وفي سياق المسيرة الأدبية مشيرا إلى تجربة الفارسي في السينما وحبّه للمسرح وعلاقته بالزعيم الصيني ماوتسي كونغ الذي كرّم الفارسي بوصفه رجل ادب عمل على تقريب الأدب الافريقي من الاداب الصينية والاسيوية. منظمة هذه الاحتفالية الشاعرة لطيفة شاكر قدّمت نصّا عميقا وفيه الكثير من الوفاء تجاه مصطفى الفارسي وقد أبرزت فيه معنى ان نظلّ على حبّنا لكل من قدّم للمجموعة الكثير وخاصة في مجالات المعرفة والادب. وقد تخلّلت هذه الشهادة قصيدة أهدتها الشاعرة لطيفة شاكر الى الراحل مصطفى الفارسي وقد أعجب الحضور بهذا النص الذي كتب باللغة الفرنسية. وممّا جاء في الشهادة ما يلي: «رجل تأسره الكلمة الأنيفة، يطربه اللحن الشجي ويهتز لايقاع البيان...». هذه الاحتفالية اختتمت بتدشين معرض وثائقي عن مسيرة الفارسي الى جانب مقالاته وكتبه وأعماله الفنية والتشكيلية وقد ساهمت عائلته في اعداد هذا المعرض الى جانب الشريط الذي شاهده الحاضرون والذي عبّر عن ملامح من مسيرة الأديب الفارسي. هذه الاحتفالية اختتمت بحفل استقبال على شرف عائلة الفارسي وأصدقائه وضيوفه.