تميز هذا الأسبوع وطنيا وسياسيا بانعقاد المؤتمر الخامس للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي انطلقت أشغاله يوم الاربعاء وتتواصل إلى يوم السبت. ولاشك أنّ الحدث في هذا المؤتمر، هو ذلك الخطاب الهام الذي ألقاه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في افتتاح الأشغال وأعلن فيه قبول الدعوة للترشح للانتخابات الرئاسية التي ستنتظم سنة 2009، استجابةمنه في ذلك إلى المناشدة الواسعة التي اطلقت في هذا الاتجاه منذ مدّة. من جهة أخرى، صادق المؤتمر في جلسته الافتتاحية على اسناد رئاسة المؤتمر ورئاسة التجمع إلى سيادة الرئيس زين لعابدين بن علي، الذي بادر باقتراح بعض التعديلات في تركيبة الديوان السياسي حيث سيقع الاقتصار على نائب أول وحيد وعلى تكوين لجان قارة صلب اللجنة المركزية للتجمع. وبالعودة إلى خطاب سيادته في افتتاح الأشغال، نتوقف بالخصوص عند قوله: يحق لنا اليوم بعد ان تقدمنا ببلادنا اشواطا كبيرة على درب النمو والتطور ان نرتقي بها في المرحلة القادمة الي مصاف الدول المتقدمة وما يقتضيه ذلك من تعبئة شاملة لكل الجهود والطاقات والامكانيات التي تساعدنا على الرفع من نسق الاستثمار واستحداث مواطن الشغل ومزيد تاهيل مختلف مكونات النسيج الاقتصادى وذلك في نطاق حرصنا على تامين التوازن وتكافؤ الفرص بين جميع التونسيين والتونسيات وتوزيع ثمار التنمية بين سائر الفئات والجهات. ولما كان موضوع التشغيل ولاسيما تشغيل حاملي الشهادات العليا في طليعة اولوياتنا الوطنية فاني اوصي بايلاء هذا الموضوع المزيد من العناية وتقديم ما يستوجبه من حلول للرفع من وتيرة تمويل المشاريع واستحداث مواطن الرزق والاتجاه نحو التكنولوجيات الحديثة وانشطة الاقتصاد اللامادى وتحسين تصدير الخدمات في القطاعات الواعدة. وأريد ان أؤكد بهذه المناسبة ان وضعنا الاقتصادى في تحسن مستمر رغم قسوة الظروف الدولية لاننا نحرص دائما على ان نكسب بلادنا القدرة على مواجهة الصعاب وعلى ان نقلص قدر الامكان من تاثير الانعكاسات السلبية للازمات الاقتصادية العالمية على شعبنا ولا سيما على الفئات الضعيفة منه معتمدين فى ذلك على ما يتوفر لبلادنا من فرص وامكانيات وما يحدو شعبنا من ارادة قوية على تجاوز ما يطرح عليه من صعوبات وتحديات. وادعوكم في هذا السياق الي ان تتحلوا باليقظة الدائمة وان تكونوا على وعي تام بما يجرى في العالم من تحولات وبما تقوم به بلادكم من مبادرات وانجازات. كما اوصيكم بان تكونوا على حذر من اولئك الانتهازيين المفترين الذين لا دأب لهم سوى تصيد الاخبار والاحداث لتهويلها وتزييفها والانحراف بها عن واقعها كما فعلوا بالاحداث التي مرت بها معتمديات الحوض المنجمي وكنت توليت توضيح اسبابها خلال اشرافي على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوى لولاية قفصة. وان احسن رد على هؤلاء الذين يحز في انفسهم نجاح تونس واستقرارها واستقلالية قرارها وتماسك شعبها هو ان نواصل مسيرتنا التنموية الموفقة في كل القطاعات وان نسجل كل يوم انجازا جديدا نعزز به مناعة بلادنا ورفاه شعبنا. اننا نحرص باستمرار على تطوير الحياة السياسية وترسيخ مقومات الديمقراطية والتعددية وفسح المجال واسعا لمساهمات جميع القوى الوطنية حيث يتحمل التجمع مسؤولية بارزة بحكم وزنه ومكانته التاريخية والسياسية. ونحن نوصي بتعميق التفكير وتقديم المقترحات في ضوء ما يحدونا من ارادة دائمة لمزيد تعزيز مقومات البناء الديمقراطي التعددى في كل مرحلة وتكريس حقوق الانسان ومزيد اثرائها باعتبارها كلا لا يتجزأ لا مفاضلة بين أصنافها ولا تمييز لاحداها على الاخرى. وسنواصل العمل الذى بدأناه منذ التغيير في ما يخص صيانة هذه الحقوق وحمايتها ونشر ثقافتها في نطاق ترسيخ دولة القانون والمؤسسات واحترام مبدا المساواة أمام العدالة وتعميق مجالات التعاون والوفاق بين جميع الاطراف ونبذ كل أشكال الغلو والتطرف والتعصب. اننا سنواصل شراكتنا مع المجتمع المدني وتوسيع فرص الحوار والاستشارة مع مختلف مكوناته لاننا نؤمن بأن تونس للجميع والجميع من أجل تونس. أما بخصوص ما يروج من حين لاخر بشأن التداول على السلطة فاني أذكر بالمناسبة أن هذا الموضوع محسوم بالدستور. ونحن نؤمن بهذا المبدا الاساسي في نظامنا الجمهورى ونعتبر أن اختيار الشعب هو القاعدة في التداول وأن الدستور هو الفيصل بين الجميع. ندخل اليوم مرحلة التحدى مرحلة متميزة في مسيرة الحزب ومسيرة تونس ندخلها بعزم قوى وارادة لا تلين متحفزين لمزيد البذل والتضحية ملتزمين بثوابتنا واثقين بنجاحاتنا معتمدين على جميع التونسيين والتونسيات في الداخل والخارج. واليوم يتجدد العهد بيننا عهد التفاني في خدمة تونس وتعزيز مناعتها والذود عن حماها والرفع من شأنها بين الامم. وإنني أشعر ببالغ التاثر والاعتزاز بالثقة الغالية التي عبر عنها نحوى شعبنا بمختلف منظماته وجمعياته شبابا وكهولا رجالا ونساء من كل الاعمار والفئات والجهات ولقرار اللجنة المركزية للتجمع وما تلاه من ردود فعل دائمة ومؤيدة من الجامعات والشعب الدستورية. وان في التفاف الشعب حول برامجنا وخياراتنا خلال المراحل التي قطعناها مع بعضنا منذ تحول السابع من نوفمبر ما يزيدني ايمانا بنبل الرسالة التي أضطلع بها من أجل مواصلة المسيرة معكم ومزيد دعمها واثرائها بكم اخلاصا للامانة المقدسة التي أوكلتموها الي لقطع مرحلة أخرى معا لفائدة وطننا وشعبنا. اقول لكم بكل فخر انني دائما على العهد معكم وأجيبكم بكل اعتزاز نعم لان أكون مرشحكم للانتخابات الرئاسية لسنة 2009