أقام بيننا خلال هذا الاسبوع القائد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم حيث نزل ضيفا مبجّلا على الرئيس زين العابدين بن علي وعلى الشعب التونسي. وقد كانت للأخ القائد خلال إقامته أنشطة متنوعة منها لقاؤه الذي دعينا لحضوره في قصر السعادة بالمرسى مع عدد كبير من الادباء والمفكرين والاعلاميين التونسيين. وذلك بحضور السيد محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث. وأكد قائد الثورة الليبية خلال هذا اللقاء الذي تناول جملة من القضايا الفكرية والسياسية الراهنة قاريا ودوليا اهمية التكتلات الاقليمية في ضوء التحولات العميقة التي افرزتها العولمة ومن اجل مجابهة التحديات وإيجاد موطئ قدم للعرب والأفارقة في عالم يحكمه منطق المصالح الاقتصادية والمالية. وقال في هذا الصدد ان عصر «الدولة الوطنية قد ولى». ودعا في سياق متصل الى تفعيل العمل المشترك على الصعيدين المغاربي والعربي سيما عبر تنشيط اللجان المشتركة على المستويين الثنائي ومتعدد الاطراف من اجل تحقيق الاندماج المنشود بين الاقطار العربية. ولاحظ القائد معمر القذافي ان التعاون المغاربي والعربي لم يرتق بعد الى المستوى المنشود من حيث الكثافة والجدوى بل ان اغلب الاقطار العربية تقيم علاقات اقوى واكثر متانة مع البلدان الغربية من تلك التي تقيمها مع شقيقاتها. وثمن عاليا في هذا المضمار حرص الرئيس زين العابدين بن علي على بناء صرح الاتحاد المغاربي بالرغم من كل الصعوبات قائلا «ان الرئيس زين العابدين بن علي هو أكثر القادة حرصا على قيام اتحاد المغرب العربي». وبخصوص الاتحاد المتوسطي جدد القائد معمر القذافي التعبير عن موقفه تجاه هذا المشروع. وشدد قائد ثورة الفاتح من سبتمبر على تمسكه بتوجهاته الافريقية معتبرا ان وان المصلحة المادية وكذلك القراءة الواقعية للامور تفرض تحقيق الوحدة الافريقية سياسيا واقتصاديا وثقافيا. كما اثار القائد القذافي مسائل عديدة اخرى منها قضية اللغة العربية وانحسارها المتزايد بسبب تنامي استخدام اللهجات المحلية في وسائل الاعلام السمعية والبصرية وايضا ايمانه بان الامازيغ ينحدرون من اصول عربية وهم السكان الاصليون لشمال افريقيا. وأشار الى ان الخلاف بين السنة والشيعة يندرج ضمن سياسة /فرق تسد / التي تنتهجها بعض القوى الدولية من أجل تأجيج الانشقاقات والمشاحنات المذهبية وتهيئة الارضية لتحقيق مصالحها. من جهة اخرى تحدث القائد معمر القذافي مطولا عن معاناة ليبيا من الحظر الجوى الظالم الذى كان قد فرض عليها في سنوات خلافها العميق مع الغرب مشيرا الى ان بلاده توفقت الى تخطي تلك المحنة بفضل دعم بلدان القارة الافريقية