على ركح مسرح الهواء الطلق وفي مهرجان حلق الوادي الذي يشرف عليه الصحفي احمد عامر أحيا مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة بإدارة الفنان عبد القادر مقداد سهرة مسرحية: انكشفت الاوراق وهي من اقتباس واخراج المسرحي مراد كروت. وفي جو مفعم بنسمات البحر والانتشاء بالهواء الطلق قدم الفنان عبد القادر مقداد بمعية حمزة بن داود ولطيفة القفصي ومحمد مالك ودنيا بن معمر وعبد الجواد كلاحشي واسامة بن فرحات وحسن ربح لوحات مسرحية ابداعية ذات طابع اجتماعي انطلقت في بيت يأوي عروسين جديدين (وسيم ونهى) تظهر عليهما بوادر الفرحة والسعادة لدرجة المبالغة في اشاعة العواطف وتوثيق اسس الحب بلحظات من الحلم والانتشاء. وفجأة تتعرى الحقيقة في لحظة خوف وهلع ورعب عندما دخل عليهما الجار المريض نفسيا والمكبل بعقدة القتل شاهرا مسدسه معلنا قتلهما. وكان الحوار والنداء بالقتل وخوف العروسين من الموت... ومحاولة كل واحد منهما النجاة بنفسه. وتزيد المفاجأة هولا عندما يدخل منتصر عون شركة التأمين (عبد القادر مقداد) لامضاء عقد تأمين على الحياة اهداه العروس لعروسه فيقع هو ايضا في فخ المريض (حمزة بن داود) ويصبح عون التأمين مع العروسين في مواقف مرعبة وصاخبة ويطلق المريض الرصاص ويسقط الجميع... ولكن لا أحد يموت... وينكشف ان المسدس محشو برصاص ابيض لا يقتل (فوشنك).. والسبب ان طبيب المريض استعمل هذه الطريقة لمريضه المتعلق بالقتل وحتى يسمع صواط الرصاص.. فيهدأ ويستكين ويلين ويعود الى رشده. واذا كانت المسرحية قد اقتبست عن احدى روائع توفيق الحكيم المشوبه بالمواقف الفلسفية فان صاحب الاقتباس (الاستاذ كروت) ومساهمة مقداد الواضحة في (تقفيص) لهجتها وابراز ما شحن في اصلها من مضامين اجتماعية وانسانية قد جعل من هذه الرائعة (الحكيمة الكروتية المقدادية) صالحة لكل زمان ومكان... واذا كان الفضاء.. والنص.. والاخراج قد برز كما ذكر فان الممثلين وخاصة مقداد وحمزة وداود والعروسين كان له لهم الدور الهام والواضح في انجاح العرض واستقطاب الجمهور خاصة في طريقة تحركهم وتفاعلهم مع المضمون. وايضا التقنيان: الفاضل الخنوسي والقليعي حراثي اللذين كان لاكسسوارهما واضاءتهما المدروسة وما وراءها من مؤثرات صوتية دور فاعل وكبير في انجاح العرض واقامة سهرة ناجحة. وبحق أحسنت ادارة المهرجان في اختيارها لهذه السهرة. هوامش: عبد القادر مقداد صرح «للشعب» بأن المسرحية بعد عرضها في قفصة وحلق الوادي عرضت في سوسة ثم قبلي. جمهور السهر الغير قليل كان جله من اصيلي قفصة. وقد صفق طويلا. أجاد مقداد في تقديم المخرج كروت... وقال بفخر انه استاذي. دخول المريض وعون التأمين لمنزل عروسين في ليلة رفافهما فجأة... لم يعرف الجمهور كيف دخلا...؟! احمد عامر مدير المهرجان (المسرحي مؤلفا وتمثيلا) بقي طيلة العرض واقفا... ومنتبها... احد الحضور كان كفيفا... وبمجرد ان جلس طلب تعريفه بالركح... وتأثيثه... وتساءل عن كثافة الجمهور... وعند بداية العرض واصل الاستماع بكل انتباه واصغاء.