منذ الدورة التأسيسية لمهرجان المدينةبصيادة كسبت الهيئة المديرة الشابة برئاسة الاستاذ وليد الشريعة الرهان الذي قطعته على نفسها من خلال برمجة متوازنة واختيار موفق لأبعد الحدود حيث انطلقت فعاليات النسخة الاولى من ليالي صيادة الرمضانية بسهرة من العيار الثقيل أثثها بامتياز يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2008 الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق بساحة المعهد الثانوي 7 نوفمبر بصيادة ولاقت بالتالي اعجاب الجماهير الغفيرة التي واكبتها ثم تواصلت نسمات النجاح وحسن التوجه بترشيح الفنان والملحن والعازف سمير العقربي يوم الاحد 14 سبتمبر 2008 لامضاء حفل ساهر اختار له من العناوين «وأحياها أغني» وذلك بصحن الولي الصالح «سيدي عمار» بمدينة صيادة الذي امتلأ بعشاق الفن الراقي وسمار المراوحات الموسيقية الباهرة. ففي اجواء رمضانية صوفية دافئة ادّى الفنان سمير العقربي ما لذ وطاب من ألحانه وأغانيه الطافحة بالحنين والشجن وجميل المعنى... فتفاعل كأبهى وأروع ما يكون معها جميع من واكب السهرة التي اضاءت بشطحات الفنان عبر الاغاني المختارة التي ارادها سمير العقربي ان تحتفي بتجربته الفنية على مدى سنين طويلة متجاوبة مع مختلف الاذواق، حيث وشحها ب : «سلطان حبك» و «هو حبيبي» ثم «زوايا الارض» و «سور المدينة» و «الوقت» (قصيد محمد الصغير اولاد احمد) و «ما نحبكش» التي اضفى عليها سحرا خاصا برعشات اصابعه المدهشة على أوتار الكمان، وضاعف الفنان سمير العقربي في جرعة الروعة بتغنيه ب «سورة الشهيد» المهداة لناجي العلي و «مجنونة أكيد» اضافة الى «سوف أحياها أغني» و «أنا ماشي» ورائعته «مولاتي» التي شدت المتفرجين ليختمها بارتجالات ذات نكهة روحية وصوفية أدخلت وشائج الوئام في نفوس الحضور وانتشت من فرط سحرها أفئدة الاحبة... شكرا على هذه البدايات الموفقة لهذا المهرجان الفتي الذي يبدو انه ولد كبيرا خاصة ان البرمجة عرفت حضورا للزين الصافي والشعراء: نور الدين صمود وآدم فتحي بمسرح الهواء الطلق بدار الشباب وتحية لروح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش كما تم تكريم الاستاذ والناقد السينمائي الطاهر شريعة والممثلة بلقيس الشريعة لتختتم الدورة الاولى من مهرجان المدينةبصيادة بسهرة الانشاد الديني مع فرقة «رجال المدينة» يتخللها حفل ختان لمجموعة من الاطفال ضمن المد التضامني الذي خيرت اتباعه هيئة المهرجان.