في اطار احتفالات القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية وفي اطار برمجة مهرجان المدينة، كان لعشاق «الموّال» للفنان مقداد السهيلي موعد شيق في سهرة رمضانية احتضنها الفضاء العتيق «سيدي بن خود» وواكبها جمهور غفير من مختلف الأعمار. وقد تسلطن الفنان مقداد السهيلي على امتداد اكثر من ساعتين تفاعلت معه الجماهير الحاضرة وقاطعته بالتصفيق اكثر من مرة. وموّال مقداد في سهرة القيروان عبارة على فن الغناء المرتجل، وهو فن شعبي قديم بل هو أقدم أشكال الغناء على الاطلاق وهو غناء فردي حر لا يتقيد بأزمنة او ايقاعات وإن بدأ المطرب غناءه بمقام موسيقي فإنه قد يتفنن في التنقل الى مقامات اخرى طريقة تمكنه من العودة الى المقام الذي بدأ به، أما النص الشعري الذي يرتكز عليه الموال فله دلالات وأبواب مختلفة ومتنوعة منها الغزل والوصف والرثاء والمدح الى أن ظهر لون موسيقي جديد يسمى الانشاد الديني الذي كان يمارسه أصحابه داخل المساجد وحلقات الذكر والتسبيح وهو فن غنائي يتناول مواضيع لها سمات دينية. فحتى الآراء اختلفت حول هذا النوع وأكدت انه اكثر ضروب الغناء صرامة وثباتا في الاحتفاظ بالطابع القومي للشعوب لأنه اقل من غيره عرضة للمتغيرات المستمرة بفعل عدم ثبات الذوق العام وتقلب الاهواء، لذلك فتح مقداد السهيلي هذا العرض الموسيقي للمتفرج لاكتشاف سحر هذا العالم وما فيه من براعة ارتجالية صوتا وعزفا،دون ان ننسى ما تتميز به النصوص الشعرية التي أبدع في صياغتها فطاحل الشعر الصوفي مثل الامام البوصيري والامام شمس الدين ابن جابر الاندلسي. الجمهور تفاعل مع الوصلات المقدمة والتي مثلت حسب تعبيره أجمل الاطباق الفنية في سهرة من اجمل السهرات الرمضانية بمهرجان المدينةبالقيروان.