وبعد، يشرفني اعلامكم إحاطة بنص المقال الصادر بجريدة الشعب بتاريخ 4 اكتوبر 2008 ص 9 «الكنام بين الاسئلة الحارقة والاجابات المبهمة» لمحرره السيد الهاشمي الكنايسي، بأن الادارة العامة للصندوق الوطني للتأمين على المرض وان كانت تقدر الدور المهم الذي اضطلعت به جريدة الشعب في التعريف بكل مراحل النظام الجديد للتأمين على المرض ولا سيما تخصيصها لتغطيات خاصة وملاحق اعلامية مرجعية ساهمت في تسليط الضوء على خصوصيات واهم مميزات النظام الجديد، ولئن تؤكد على الدور البارز الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره شريكا استراتيجيا واحد الاطراف الوطنية الفاعلة التي كان لها دور مهم في بلورة هذا الاصلاح فانها تؤكد للرأي العام الوطني دفعا لبعض المغالطات التي تضمنها المقال سالف الذكر بأن النظام الجديد للتأمين على المرض مكسب وطني ومقوم اساسي من مقومات العدالة والسلم الاجتماعية ببلادنا، وقد تم اقراره بإذن وهدي من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من خلال إذنه بوضع برنامج للاصلاح الهيكلي القطاعي في مجالي الصحة والتأمين على المرض على اثر اشراف سيادته على الاحتفال بعيد الشغل العالمي يوم غرة ماي 1995. ومنذ الانطلاق في تطبيق المرحلة الاولى من النظام الجديد للتأمين على المرض أولت الادارة العامة للصندوق الحرص اللازم لموضوع جودة الخدمات المسداة للمضمونين الاجتماعيين وذلك بالعمل على تقليص الآجال وتقريب الخدمة من المواطنين حيث تم تركيز 46 مركزا جهويا ومحليا وسيتم خلال الفترة القادمة والى حدود النصف الاول من سنة 2009 فتح مزيد من المراكز وذلك حتى يتمكن منظورو الصندوق من قضاء شؤونهم في افضل وأيسر السبل كما تم اتخاذ اجراءات مماثلة وذلك لتركيز مكاتب للصندوق بمقر البلديات خلال ايام الاسواق الاسبوعية وذلك لإسداء الخدمات وتقديم الارشادات لطالبيها وقد شملت هذه العملية العديد من المعتمديات. أما عن مشكلة الاكتظاظ التي ذكرها صاحب المقال فما تمت ملاحظته كان ناجما عن طبيعة مرحلة انتقالية تزامنت مع فترة توزيع دفاتر العلاج على المضمونين الاجتماعيين وكذلك فترة اختيار المنظومات العلاجية وفترة الحصة الواحدة التي تواصلت 3 أشهر وحاليا تم تلافي هذا الاشكال بنسبة كبيرة وأغلب المراكز الجهوية والمحلية تعمل بشكل طبيعي كما حرصت مصالح الصندوق على تطوير جانب الاستقبال بهياكلها المركزية والجهوية وتم اعداد خطة للغرض تهدف الى رفع مستوى أداء اعوان فضاءات الاستقبال والرفع من مؤهلاتهم وذلك انسجاما مع توجه الصندوق لارساء وتعميم منظومة الجودة بمصالحه الادارية. وأخيرا لابد من تأكيد ان النظام الجديد للتأمين على المرض جاء نعمة للناس لأن الخيارات الاجتماعية لتونس العهد الجديد كانت دائما خيارات هدفها الاساسي ارساء العدالة الاجتماعية وحماية المواطن ودعم تكافؤ الفرص امام كل التونسيين، والنظام الجديد للتأمين على المرض هو ثمرة مبادرة رئاسية كان هدفها الاساسي تطوير مؤشرات الامن الصحي ببلادنا وتوفير مظلة صحية عادلة لكل التونسيين والتونسيات. محمد رويس المسؤول عن مكتب