اللهم لا اعترض واننا لا نسألك رد القضاء انما نسألك اللطف فيه نسألك الرحمة والتجاوز عن الزلات والذنوب للأخ العزيز المناضل النقابي والعمالي المرحوم بإذان الله تعالى: الهادي الوسلاتي الذي شاءت الاقدار أن تختطفه منا في حين غفلة من الجميع ليقضي الله أمرا كان مفعولا وليترك نحوه كثير من العاطفة والود والذكريات التي تثير فينا خصوصية شخصية الرجل الذي عرف بانحيازه التام واللامشروط للاتحاد العام التونسي للشغل قلبا وقالبا حتى ان من اشهر ما قال ان دم النقابي عند تحليله ليس له من لون ولا نتائج سوى صورة الاتحاد العام التونسي للشغل ان الاخ الهادي رحمه الله كان ممن عايشوا المرحوم محمد الزغب وعمل معه خاصة في لجنة المؤسسة كما كانت تسمى في بداياتها وكان حريصا أن ينشط في اللجنة المتناصفة حرصا منه للدفاع عن العمال في مجالس التأديب وحيث يجب ان يكون الدفاع عن العمال وقد عرف بغيرته المفرطة في هذا الجانب وقد عملت معه شخصيا عدة سنوات في هذاا الجانب ولمست مدى الألم الذي يشعر به اذا لم تكن النتائج حسب ما ينتظره منها وكثيرا ما نغادر انا واياه القاعة مباشرة للمستوصف لكي نطمئن على ضغطه وحالته الصحية لكنه مع ذلك يعاود الرجوع لقاعة المجلس للدفاع عما يلي من الاعوان اما غيرته عن العمل النقابي فحدث ولا حرج كيف لا وهو الكاتب العام للنقابة الاساسية لتونس البحرية منذ عشرات السنين الى احالته على التقاعد ومع ذلك فهو دائم التردد على زملائه والسؤال عن احوالهم ونتائج انتخاباتهم وتحركاتهم النضالية متتبعا لمن عهدهم ضعاف الحال ماديا ومهنيا سواء على مستوى رتبهم او على مستوى وضعيتهم الاجتماعية لانه آمن بأن العمل النقابي انما هو اساسا عمل اجتماعي فهو على علم بكل الحالات الاجتماعية الحرجة للأعوان العاملين معه وهمه الاكبر هو تسوية هذه الوضعيات ولا احد يمكنه ان يتخيل درجة الفرح ومقدار السعادة التي تغمره كلما لاحظ شيئا من الارتياح على وجه احد العمال وما لا يعرفه البعض وهي من اهم خصوصيات الهادي الوسلاتي هو ذلك القدر من الحس الابوي الذي يمتلكه لا لشيء سوى انه دائم القياس لمشاكل ومتاعب الاخرين على نفسه فهو شديد التعلق بأولاده وحريص على نجاحهم في دراستهم وحياتهم المهنية ومقولته التي لا تفارقه (الواحد يشوف من روحو) فهو معطاء لدرجة ان يحرم نفسه من اجل الاخرين فهو متفائل بالمستقبل لدرجة لا يعترف معها بالمستحيل وهو جاد في مناقشاته وتناوله للمسائل العمالية لا يعرف المزاح في ذلك لسلوكه سبيلا الا في الجلسات الخاصة والبعيدة عن المسائل العمالية والغريب في طبعه انه غيور على الشركة التونسية للكهرباء والغاز لدرجة تفوق الخيال لانه يؤمن بأن هذه الشركة هي مكسب وطني لابد من المحافظة عليه لنا وللأجيال القادمة ولأنه يؤمن بأن العطاء متبادل بيننا وبين الشركة نعطيها شبابنا وقوتنا ونرتقي بها الى مصاف الشركات المتقدمة وهي اعطتنا الاستقرار الاجتماعي والعائلي والراحة النفسية، ومما لا يعرفه البعض هو ان الهادي الوسلاتي يفتخر بالعمل بالشركة التونسية للكهرباء والغاز وأود هنا ان اذكر بخصلة من خصاله هو وفاؤه لزملائه القدامى الذي اعطوا للشركة في سنوات تونستها الاولى حيث كان عملهم شاقا يرتكز على القوة الجسمانية وصحة البدن كما يقال فتراه شديد الحرص على ان تقضى حاجات هؤلاء في اسرع الاوقات دون اي تعطيل وما اريد ان اذكر به الشبان النقابيين هو غيرته الجنونية على الاتحاد العام التونسي للشغل وتصديه الشرس لكل من يشكك او يريد ان ينال بشيء من سمعة الاتحاد العام التونسي للشغل فهو في ذلك لا يهادن ولا يجامل ذلك هو الهادي الوسلاتي الانسان والنقابي والاب والصديق، صديق صديقه في السراء والضراء. في واقع الامر ان الاخ الهادي اكبر من ذلك بكثير لكن وقع الحادثة وعظمة الامر ألجمتني نوعا ما وجمدت الحبر في قلمي من ان أوفيه حقه وسوف اعود لذلك مستقبلا إن شاء الله لكن قبل ان اختم أود ان أتوجه بأحر التعازي لأبنائه وزوجته الذين عرفت بعضهم عن قرب وعرفت البعض الاخر من كثرة حديثه لي عنهم من شدة حبه لهم وتعلقه بهم. أتوجه بأحر التعازي للسيد عبد القادر الجعايبي الذي عرف المرحوم كيف يفرق بين الموضوعي والذاتي بينهما في كنف الاحترام المتبادل داخل هياكل القرار بالشركة واتوجه بأحر التعازي لكل الذين عملوا معه في تونس البحرية من القدامى والجدد ولكل الاطارات النقابية بالقطاع الذين عرفوا المرحوم. احر التعازي للاتحاد العام التونسي للشغل في احد ابنائه البررة المخلصين وانا أقول لأخي الهادي جزاك الله عني وعن القطاع كل خير لأني وجدت فيك السند والاخ المواسي في بعض الفترات الصعبة التي عرفتها في العمل النقابي أسأل الله السميع العليم ان يتجاوز عنك ويزيد في حسناتك ويتغمدك بواسع رحمته اللهم لا اعتراض ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. عبد الخالق قفراش عضو الجامعة العامة للكهرباء والغاز