في الكلمة التي ألقاها خلال اشغال المجلس المركزي الطارئ للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أبرز الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وللاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي «مشاعر غضب ملايين العمال المغاربيين والجماهير المغاربية الذين خرجوا بأعداد غفيرة في مسيرات حاشدة بشوارع الرباط ونواكشط والجزائر وتونس وطرابلس وبالعديد من المدن المغاربية للتنديد بالعدوان الوحشي على الاطفال والنساء والمدنيين العزل بقطاع غزة، والمطالبة بوقفة عربية حازمة لردع الكيان الصهيوني» مؤكدا ضرورة اتخاذ مبادرات نضالية عملية تدعم صمود شعبنا في غزة وتؤدي في النهاية الى زوال هذا الاحتلال الغاشم الذي يمثل أفظع أنواع الاستعمار التي عرفتها البشرية. وإسهاما في بلورة هذه الخطة النضالية، تقدم الاخ عبد السلام جراد الى المجلس بالاقتراحات التالية: أولا : على المستوى التضامني والانساني، تكثيف الحملات العمالية والشعبية لجمع الدم والأدوية والتبرعات والمواد الغذائية وتوجيه بعثات طبية ومصحات متحركة وارسال المفروض على قطاع غزة. ثانيا : على صعيد علاقاتنا بالقضية الفلسطينية، حفز النقابات العمالية كافة وقوى المجتمع المدني والاحزاب السياسية على دعم وحدة الصف الوطني الفلسطيني بما فيها وحدة الصف النقابي، وتشجيع الفصائل الفلسطينية على التحاور والتوافق في اطار وحدة وطنية متينة والامتناع عن تأجيج الخلافات بينها، حتى تستعيد الثورة الفلسطينية بريقها الوطني والعربي والدولي، لانه من غير المقبول ان يستمر مشهد الانقسام الفلسطيني الذي لن يستفيد منه سوى العدو الصهيوني، كما ينمّي حالة الاحباط في الشارع العربي. ثالثا : على الصعيد العربي، مواصلة الضغط على الدول العربية لاتخاذ مواقف حازمة تجاه العدوان الصهيوني، وبخاصة فتح معبر رفح والاسراع بعقد قمة عربية لردع الكيان الصهيوني ووقف العدوان على غزة. غير ان هذا التوجه لا ينبغي ان يقود النقابات وقوى التحرر العربي الى مجاراة الخلافات الرسمية، والانضمام الى محاور تتنافى مع مبدأ التضامن العربي، فمثل هذه الانشقاقات من شأنها ان تضعف الموقف العربي وتحول الصراع العربي الصهيوني الى صراع عربي عربي داخلي. رابعا : على المستوى الدولي، إن المعركة الكبرى التي تخوضها أمتنا ضد الصهيونية والامبريالية الامريكية لا يمكن كسبها الا بالتعاون مع قوى السلام العالمية، وهو ما يستوجب مخاطبة الهيئات الدولية والنقابات العالمية، ومنها منظمة العمل الدولية والاتحاد النقابي العالمي لفضح مبررات العدوان التي يروّج لها الكيان الصهيوني، وتكثيف الاتصال بالمنظمات الدولية غير الحكومية والجمعيات المدنية والاحزاب التقدمية والقوى المناهضة للهيمنة بجميع القارات، وبخاصة بأوروبا والولايات المتحدةالامريكية للتشهير بالجرائم الصهيونية وبالطبيعة العنصرية والبربرية لهذا الكيان، وخلق جبهة سلام عالمية مناصرة لفلسطين وللقضايا العربية، الى جانب الاسراع بتشكيل وفود نقابية للاتصال بالاتحادات النقابية العالمية والاتحاد الاوروبي للنقابات والنقابات الامريكية لما لهذه الاخيرة من تأثير على الادارة الامريكية القادمة. كما ينبغي تحميل الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة ومجلس الامن مسؤوليتهم في هذا العدوان ومطالبة المجتمع الدولي بفرض عقوبات دولية على الكيان الصهيوني المستهتر منذ عقود بكل القرارات الأممية ومبادئ الشرعية الدولية، وتعبئة الرأي العام العالمي للمطالبة بمحاكمة القادة الصهاينة كمجرمي حرب. ولابد هنا من التأكيد ان اشعاع الحركة النقابية العربية هو الضامن لانجاح برامجنا النضالية، وكسب الانصار في العالم، وهو سبيلنا لتحقيق أهدافنا المركزية المتمثلة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحرير أراضي سوريا ولبنان وإجلاء القوات الامريكية عن العراق وحماية وحدة السودان وإفشال كل التهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية.