فتحت بطحاء محمد علي الحامي يوم الخميس الفارط ذراعيها لعشرات الفنانين والفنانات ولعشرات الرسامين والرسامات والممثلين والممثلات ولطلبة المعهد العالي للفنون الدرامية ولطلبة الموسيقى والاعلاميين ليلتقوا بين أرجائها ويرفعوا اصواتهم عاليا، غناءً وشعرا ونثرا، ضد الهجمة الهمجية للعدو الصهيوني على مدنيي قطاع غزة العزّل. وقد تجمع المئات بالبطحاء بداية من الساعة الثالثة تقريبا حاملين الشموع والاعلام واللافتات... أسامة فرحات، جليلة بكار، الفاضل الجعايبي، فاطمة سعيدان، فتحي الهداوي، محمد علي بن جمعة، محمد علي النهدي، مقداد السهيلي، لبنى نعمان، ريم الحمروني، جمال المداني، رضا بوقديدة، منير الطرودي، زينب فرحات، الناصر الصردي، المنصف ذويب، ليلى الشابي، وجيهة الجندوبي، ظافر ناجي، عادل المعيزي، يسرى فراوس، الحبيب بالهادي، نوال اسكندراني، صالح حمودة، والعديد العديد من الاسماء الفاعلة في الساحة الابداعية التونسية، وقد شارك في تنظيم هذه التظاهرة كل من نقابة المهن الدرامية ونقابة المهن الموسيقية والجامعة التونسية لنوادي السينما والجامعة التونسية للسينمائيين الهواة والجامعة التونسية للنهوض بالنقد السينمائي، بتنظيم وتأطير من الاتحاد الجهوي للشغل بتونس. التظاهرة التي حملت عنوان: «غزة في قلوبنا» افتتحها الاخ فتحي بن علي الذي اشار للوقفة الحازمة لأهل الابداع في تونس امام الهجمة الشرسة للصهاينة على أبرياء غزة وعلى تضامنهم المبدئي واللامشروط لضحايا الامبريالية والصهيونية، اما الاخ عبيد البريكي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التثقيف النقابي والتكوين العمالي فقد اكد على ان لقاء المبدعين بهذا العدد المحترم وبهذا الشكل المنظم والراقي انما هو دلالة واضحة على الايمان الجذري بشرعية القضية الفلسطينية وبحق ابناء غزة وكل شبر فلسطيني في العيش من دون حروب وقد اكد الاخ عبيد البريكي سعي الاتحاد لتنظيم تظاهرة فنية ضخمة يشارك فيها الفنانون والموسيقيون نصرة لغزة ترصد مداخيلها لضحايا العدوان الصهيوني. وعلى المصدح تناوبت الاصوات المنددة بالعدوان والداعية لتوحيد موقف المبدعين ورفض الوصاية على تحركاتهم من اجل قضية انسانية لا لبس فيها، كما اختلفت اشكال التعبير من الغناء الى الشعر حيث غنى منير الطرودي ولبنى نعمان ومقداد السهيلي اغان للشيخ امام عيسى ولمرسال خليفة ومن أغانيهم الخاصة، كما قرئت عدة قصائد محرّضة على التحرك ورفض الصمت والتقوقع... التظاهرة التي انتهت فعالياتها في كامل الهدوء، انضم لها الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الاخ عبد السلام جراد الذي حمل الشمع مع المبدعين لإنارة ليل غزة المظلم، كما حضرها عدد من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني ومن المكاتب التنفيذية الجهوية ومن الجامعات والنقابات العامة. كما تحولت بطحاء محمد علي الى ورشة رسم، حيث رسم كل من الهاشمي غشام والامين ساسي والعديد من الرسامين المستقلين لوحات معبرة عن معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحديدا، وكان لاستعمالهم اللون الاسود والرمادي دلالة على الظلام الذي دخلته غزة منذ ضرب الحصار عليها وصولا لاجتياح أحيائها وأراضيها.