على امتداد ثلاثة ايام، انتظمت مؤخرا وتحت اشراف وزير التربية والتكوين فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الثقافي بمركز المعدات سوسة الذي دأب المركز بإدارة الاستاذ طارق عبد القادر على تنظيمه بالتعاون مع فرع الجمعية التونسية للتربية الفنية بقصر هلال بإشراف الفنانة التشكيلية سناء زرّاد ومساهمة المؤسسات الصناعية التي يتعامل معها المركز في نطاق التكوين بالتواصل والتدريب المهني الى جانب متربصي مراكز التكوين المهني بولاية سوسة، ويقام هذا المهرجان سنويا سعيا من الهيئة الموسعة لتوفير مزيد من الانشطة الثقافية وحرصا على مزيد الاحاطة بالمتكونين وتأثيث مناخ ملائم لتكوينهم والترفيه عنهم. وتعد هذه التظاهرة الفنية مناسبة للمتكونين والمتربصين رفقة ثلة من الفنانين والرسامين للقيام بمجسمات فنية وجداريات ولوحات زيتية. ولما لهذا المهرجان من ابعاد بيئية عمل الفنانون والمتربصون على غرار داليزار شطورو كمال الخضراوي عبد العزيز معلال حمادي البقلوطي بن عيسى بن عيسى أسماء البرقاوي أمال الحجار مديحة النحار عبد الرحمان دلدول ورتيبة بوزويتة وغيرهم على استعمال الفواضل الحديدية والبلاستيكية وتحويلها لمواد أولية في صنع المجسمات والجداريات الهدف من ذلك غرس أنبل الافكار في ذات المتكون كالمحافظة على البيئة بواسطة تخليصها من الفواضل واستعمالها في مجالات واعدة بفن سام تسهم في تفجير مخزون الانسان الابداعي وتحسن في مظهر المدينة وتؤثث بالتالي لتفاصيل جميلة من الحياة، وتزامنا مع المهرجان الثقافي أقيمت ابواب مفتوحة لتلاميذ المدارس الاعدادية والمعاهد لتعريفهم بمجالات التكوين وآفاقه بمركز المعدات سوسة. وتوج المهرجان بعد اقامة سهرة موسيقية ومسرحية بمشاركة فرق وجمعيات من مساكن وجمال وحي الرياض (سوسة) بمعرض جماعي لإبراز الاعمال المنجزة في مختلف الورشات التي تستحق التنويه بأصحابها ومن المتوقع ان ينتقل هذا المعرض داخل الجمهورية وبالحدائق العمومية والفضاءات المفتوحة، وفي اطار التعمق في خصوصيات المادة المستعملة والاغراض التي من أجلها أقيمت هذه الورشات أوضحت السيدة سناء الزرّاد ان ما يمكن استنتاجه من هذا المهرجان في مجمله انه لم نعد نلتمس في المادة صلابتها وقساوتها بل أضحينا نتحسس فيها نوعا من الطواعية والليونة، الشيء الذي مكن الفنان المتربص من تقديم صيغ تشكيلية جديدة ومستحدثة فيها النصيب الوافر من الحرفية فالمهم ليس في طبيعة المادة او قيمتها المرجعية بل الاهم في التحولات المحتملة التي مارستها أنامل الفنان على هذه المادة.