تلحفت حنبعل جبّة الجرأة وتأبطت الديمقراطية لتخرج علينا عبر برنامج «الرابعة» بملف يتناول ظاهرة العنف في الفضاء المدرسي ملف متشعبة أركانه ملتفة أطرافه تخصص له «حنبعل» بجرأتها وديمقراطيتها بعض الوقت.. طرحت القضايا.. نوقشت... الحلول سهلة وممكنة، انتهى الامر.. طوبي لنا.. هكذا الاعلام،، بقي شيء فات حنبعل وهو انها تعاملت مع ملف يخص المدرسة وفي المدارس معلمون وهؤلاء قوم لا يصمتون.. لا تفوتهم فائتة ولا يرضون بذرّ الرماد على الأعين فدخول المدارس، «حنبعل» ليس سهلا كدخول حجرات الملابس والشأن التربوي لا يمكن لجرأتك او ديمقراطيتك تناوله... ذلك لأن الكرة لعبة يمكن للجميع الخوض فيها اما التربية والتعليم فتقتضي جرأة حقيقية تتجاوز الملاعب غير ان هذا لا يمنع من ان نسوق بعض الملاحظات حول ما جاء به ملفكم وهذا نراه من قبيل عملنا التربوي اذا ان قدرنا ان نعلّم الجميع فلا صوت يعلو فوق صوت المعلم. 1 ديمقراطية حنبعل جمّعت حول الطاولة حوارا يتناول العنف المدرسي المحامي والصحفي والمتفقد العام والاخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي وريبورتاجاتها شملت التلميذ والولي ولا أظنها نسيت المعلم والاستاذ والقيم بل تناست هؤلاء لأن دعوتهم تقتضي حضور ممثليهم أي النقابات وفي ذلك حرج لديمقراطية حنبعل وخدش لجرأتها وهو عنف حنبعلي في أبشع تجلياته.. تتحدثون فيما يخصنا.. تكيلون التهم وتغيبون ممثلينا.. انها حنبعل محدثة الثورة الاعلامية.. طبعا في الملاعب.. 2 كاد الاخصائي النفسي يبكي وهو يدعو الى ضرورة تكوين المعلم والاستاذ في علم نفس الطفل ولئن استغربت صمت السيد المتفقد أحيل السيد الاخصائي النفسي على كراس التربص لأي معلم وأدعوه الى ان يطلع على برامج مدارس تكوين المعلمين وله ان يتحدث مع متفقدي المدارس الابتدائية حتى يطلعوه على ما يلقاه المعلم من رسكلة وتكوين هذا حتى يهدأ من روعه من ناحية وحتى لا يتطاوس اي كان على المعلم خاصة من علم شيئا وغابت عنه اشياء. 3 اعلن السيد المتفقد العام فرحته على رأس الملإ معلنا ان الخوف قد زال من قلوب المعلمين بعد ان صار المتفقد مشرفا عاما ومرشدا بيداغوجيا.. هكذا... لا أظن السيد المتفقد يقصد ما قاله لأن دور المتفقد بالاساس هو ذلك ويعلم الجميع ان الخوف شأن لا صلة له بالمعلم.. كيف يخاف المقاوم المرابط بالجبال والأودية كيف يخاف من قارع التسلط والجهل والاستعمار؟؟ كيف يخاف من يشهد له التاريخ صولاته وملاحم نضاله؟؟ كيف يخاف المعلم ومما والحال ان علاقته بالمتفقد كلها احترام متبادل وشراكة فاعلة لما فيه خير الناشئة ومن شذ عن خيارنا من هذا او ذاك فأسرتنا منه براء؟ 4 لتنجز حنبعل عملا صحفيا جريئا ديمقراطيا عليها ان تدور بعدستها المدارس وتقف على حقيقة المربي هذا الذي تقتصر مهامه حسب القانون الاساسي الصادر سنة 2003 على التعليم والتكوين ومتابعة الحلقات التكوينية والتعويض بطلب من ادارته وموافقته والمساهمة في الامتحانات والتنشيط الثقافي حسب الأصناف لتجده يقف في الساحات موجها.. مأطرا،، يحمي اطفاله يرشدهم يتدخل لفائدهم كل ذلك ايمانا منه بكونه مربيا ومسؤولا... 5 العنف في المحيط المدرسي شأن يعنينا ورأب الصدع لا يتم بالمناشير والقرارات والفقرات الجميلة انما بالحوار والنقاش وتشريك المعلم عبر هياكله النقابية والاستبيانات فلنا في ذلك نظر ولدينا له الحلول أما اقصاؤنا فله دلالة واحدة وهي ان رأينا يحرج ديمقراطية حنبعل ويهتك ستر جرأتها وقد تعودنا كمعلمين هذا الحيف وهذا الاقصاء من قبل المشهد الاعلامي العام فحضورنا مربك اذ يدركون أن للمعلم قيمة مثلى،، حقيقة ساطعة تغشى البصر وتكشف المستور نور المعلم تنطفئ أمامه كل الانوار وتبهت مهما كانت جريئة وديمقراطية. بقي، حنبعل، عليك بحجرات الملابس والملاعب، تلك لعبتك، أما المدارس فمراسها صعب ورجالها أشاوس فدعيها لهم فللبيت رب يحميه. نصر بوسعادي معلم مدرسة شارع