في اطار توجهات الدولة الرامية الى خلق مزيد من المؤسسات الصغرى والمتوسطة لتعزيز النسيج الاقتصادي للبلاد وإحداث مزيد من مواطن الشغل، إضافة الى السعي للتأكيد على المؤسسات المجددة ذات القيمة المضافة العالية وللتحسيس بأهمية الافراق في توليد المشاريع، انعقدت يوم 2 ديسمير 2006 بالمقر الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة وبإشراف السيدين عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة وتوفيق بكار محافظ البنك المركزي الندوة الجهوية الاولى للافراق التي تنظمها ولاية قفصة بالتعاون مع شركة فسفاط قفصة. وقد شارك في هذه الندوة عدد هام من الصناعيين وممثلي هياكل التمويل ومساندة الاستثمار الخاص الى جانب عدد من الخبراء والفنيين المختصين في مجال الافراق هذا أضافة الى عديد الباعثين ورجال الاعمال التونسيين والاجانب. وفي تدخله أكد السيد توفيق محافظ البنك المركزي على أهمية الافراق في دعم المسيرة التنموية بالبلاد مبينا القيمة المثلى لألية لافراق كرافد للتنمية ووسيلة جادة لكسب رهان التشغيل داعيا الى ضرورة إرساء هيكلة معينة للاستثمار قوامها الافكار الجادة والمشاريع المجدية والسوق الواعدة بترويج المنتوج على المدى الطويل . وعن آفاق الاستثمار بولاية قفصة رأى السيد محافظ البنك المركزي أن توفر الولاية على ثروات هامة من المواد الانشائية من شأنه أن يشجع على بعث عديد المشاريع ذات المردودية العالية، مبرزا دور الجهاز المصرفي في تمويل هذه المشاريع واستعداده لدراستها على الوجه الامثل مثمنا ما يقوم به البنك الوطني للتضامن من دور هام في تمويل عديد المشاريع التي فاقت حتى الآن جملة تمويلاتها ال 195 م. د لأكثر من 200 مشروع مبينا دور هذا البنك في تمويل عديد المشاريع بالولاية التي تحتل المركز الثالث من ناحية التدخلات. وفي تدخله أكد السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة حرص الدولة على تشجيع الاستثمار وتجدير ثقافة المبادرة الخاصة كسبيل لخلق المشاريع ودفع التشغيل كأحد الرهانات المطروحة . وفي هذا الاطار دعى الوزير الى ضرورة دعم آلية الافراق والتعريف بها على نطاق واسع لتحقيق النتائج المرجوة وتحقيق الاهداف المرسومة خاصة في ظل الدعم المتواصل من قبل الدولة حيث أمضت وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ميثاق الافراق مع 32 مؤسسة إضافة دعم صندوق إعادة توجيه وتنمية المراكز المنجمية. وللتشجيع على الاستثمار الخارجي ذكر الوزير بالسمعة الطيبة التي تتمتع بها تونس على الصعيد الدولي في مجال ترشيد الاستثمار حيث تحتل المرتبة الثلاثين عالميا وفق تصنيف مؤتمر دافوس والمرتبة الثالثة في حسن إنفاق الاموال العمومية. وقد تم التعرض خلال المداخلات المستعرضة الى عديد البيانات من أهمها ارتفاع نسق الاستثمار وبعث المؤسسات حيث أفاد السيد محمد بن عبد الله المدير العام لوكالة النهوض بالصناعة بأن معدل بعث المؤسسات قد وصل الى حدود 14 ألف مؤسسة في السنة إضافة الى ما خلق أكثر من 70 ألف مؤسسة خلال الخماسية القادمة. وعن آفاق التنمية بولاية قفصة ذكر السيد رضا التويتي الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة بما تتمتع به الولاية من جاذبية للاستثمار وبنية تحتية وثروات باطنية بإمكانها معاضدة جهود شركة فسفاط قفصة في خدمة التنمية وفي هذا المجال تم عرض شريط مصور لأهم المواد الانشائية التي يتوفر عليها الحوض المنجمي والتعريف بخصائصها ومدخراتها واستعمالاتها كالرمل السيليسي والرمل الفلسباطي والطين الخزفي والشارت والحجارة الكلسية وغيرها من المواد القابلة للاستغلال وبعث المشاريع ذات القيمة المضافة. الندوة مثلت كذلك فرصة للتعريف بالآليات والجوانب التشريعية والقانونية للافراق بالجهة وإطار للتعريف بالافراق كآلية واعدة لتنية المؤسسات وشروط نجاحها وعلاقاتها بثقافة المبادرة وسبل تجسيمها ضمن مشروع استثماري معين. وإضافة الى المداخلات التي ألقيت من قبل ممثلي هياكل التمويل والمتابعة والارشاد تم فتح باب النقاش الذي تم خلاله التطرق الى إجراءات التمويل البنكي والسبل الكفيلة بتسهيل عمليات بعث المشاريع.وللافادة نشير الى أن شركة فسفاط قفصة كانت قد انخرطت في البرنامج النموذجي للافراق منذ ديسمبر 2004 قبل أن تمضي مع الحكومة يوم 8 فيفري 2006 الاتفاقية الاطارية للافراق. ولتجسيم هذا الاجراء تكونت في صلب الشركة خلية الافراق والتي من مشمولاتها تحديد قائمة المشاريع القابلة للافراق والتعريف بها والقيام بالدراسات الأولية وانتقاء الباعثين المناسبين والاحاطة بهم بالتنسيق مع الهياكل المختصة.