عاد الثلاثي جبران الى مهرجان الحمامات الدولي للسنة الثانية على التوالي بعد النجاح الكبير الذي حققته المجموعة في الدورة السابقة من المهرجان وبالطبع عادوا بعمل فني جديد بعنوان «ظل الكلام» الذي قدّم تحية لروح الشاعر العربي الكبير محمود درويش من خلال قراءة موسيقية تحاكي شعر درويش، الذي كان حاضرا هو الآخر ضمن العرض ببعض من نصوصه بدأ العمل الفني بكلمات لدرويش، ثم الحان العود لتتناغم مع نبرة درويش وهو يلقي قصيدته «لاعب النرد»، وتعلو الحان العود كلما ارتفعت نبرة درويش. وعندما يتوقف عزف العود، يعلو صوت درويش وهو يقول «من انا لأقول لك ما اقول». عرض «ظل الكلام» قدم لأول مرة في تونس، بعد ان حقق نجاحا كبيرا في سلسلة من العروض الدولية التي انطلقت من فلسطين لتشمل عواصم عربية وأوروبية عديدة. وسبق للثلاثي جبران ان تعامل مع محمود درويش من خلال مرافقته في عديد الامسيات الشعرية بالعزف على العود ولذلك اصروا على تكريمه من خلال هذا العمل الفني الذي حاز اعجاب الجماهير التي حضرته في مسارح مختلفة. وجدير بالذكر ايضا ان مجموعة الثلاثي جبران هي فرقة عود موسيقية فلسطينية، تتكون من الاخوة سمير، عدنان ووسام جبران من مدينة الناصرة. انطلقت في بادئ الامر بشكل فردي من خلال تجربة الاخ الاكبر سمير عام 1996 ومن ثم تلاه الشقيقان الآخران. أحيي الثلاثي عدة حفلات داخل وخارج فلسطين، منها في رام الله وبيت لحم والقدس والناصرة وحيفا وعمان وكثير من المدن الاوروبية، سواء على المستوى الفردي او الجماعي. واصدرت المجموعة اسطوانتين هما: دندنة سنة 2005 ومجاز سنة 2007، اضافة الى اسطوانات فردية لبعض عناصرها. وعن هذا العمل يقول أصحابه: من الصعب ان نعبر عن العمل الذي أطلقنا عليه عنوان «في ظل الكلام» فهو في الواقع في ظل رجل رافقناه خلال اثني عشرة سنة وأحببناه واحترمناه وطالما انتظرنا ان يتفوه بحرف او بنبرة او بجملة نتمسك بها ونطرب لها ونتعلق بحبال آمالها، هو الذي مثل كل الوطنية وكل الثورة وكل الايمان بالارض وبقدسية فلسطين من على عرش الكلمة. محمود درويش الذي دغدغت نغمات عودنا آذانه كما دغدغ شعره قلوبنا، رافقناه في اكثر من ثلاثين عرضا في اوروبا والعالم العربي كان اخرها في مدينة آرل الفرنسية بضعة اسابيع قبل رحيله في هذه المدينة الجميلة قررنا ان نقوم بعمل مشترك تواكب موسيقانا فيه تموجات صوته في القوة والضعف، في اليقين والشك، في الحياة والموت. ولما ذهب قررنا ان نحقق العمل وان تكون المواكبة تكريما. وكان اول عرض في رام الله فأتى صوته مهيمنا ترافقه موسيقانا ودموعنا وآلام فلسطين ومن افضل من درويش لتكريم درويش الحاضر الغائب؟ «في ظل الكلام» عمل فريد كفرادة الذي يتم تكريمه عبر صوته وكلماته في اشعار يلقي بعضها للمرة الاولى ويا ليتها لم تكن الاخيرة. فريد وسيبقى فريدا ما دام صوته في الآذان واسمه على الشفاه وفي القلوب وفي البيوت الصامدة والارواح طيبة الذكر.