اختتمت فعاليات مهرجان مرناق الصيفي في دورته (21) حيث تنوعت عروض السهرات بين المسرح والادب والموسيقى والعروض الفرجوية، هذه الدورة يديرها الشاعر صالح الطرابلسي وقد انطلقت يوم 17 جويلية لتتواصل الى يوم 30 من نفس الشهر. الافتتاح كان من خلال كرنفالات تنشيطية بالمدينة قدمتها فرقة الانوار للمسرح بفوشانة كما انتظمت العاب للفروسية وسهرة فنية. في اليوم الثاني للمهرجان (الاحد 19 جويلية) كان حضور الجمهور ايجابيا في تفاعله مع عمل مسرحي اخترته ادارة المهرجان وهو عرض مدعوم من قبل المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببن عروس، هذه المسرحية لفرقة مسرح الزيتونة للتمثيل بتونس وعنوانها «جولة مع سيدي علي» تعرض للمرة الاولى بعد تقديمها امام لجنة التوجيه المسرحي. المسرحية مثّلت سيرة علي الدوعاجي وتم انتاجها بمناسبة مئويته حيث عمل المسرحي كمال الهلالي الذي كان له النص والاخراج على العودة الى عدد من المصادر منها رسالة ختم الدروس الموسيقية الجامعية لزياد العلاوي حول المونولوجيست صالح الخميسي واعمال الدوعاجي لدرة المشاط وكتاب جماعة تحت السور لرشيد الذوادي اضافة الى اعمال ونصوص وكتابات علي الدوعاجي. عدد من الممثلين الشبان طبعوا هذا العمل بكثير من الخفة والطرافة حيث تم استدعاء مختلف المناخات والالوان المميزة لسيرة هذا الكاتب الذي جمع بين الصحافة والقصة والشعر والرسم وقد تفاعل جمهور المهرجان مع عدد من اللقطات واللوحات والمواقف في هذه المسرحية التي بسّطت هذا العمل بما يجعل اي متابع له حتى وان لم يكن تونسيا يتقبل بيسر ملامح هذه الشخصية وهذا ضمن رؤية فنية وجمالية عمل المسرحي كمال الهلالي على ان تربط بين ثنايا هذا العمل المسرحي... الممثلون هم عاطف حمداني بلال الجلاصي عثمان حداد محرز الثامري أيوب العامري ياسين بن كردة بلال بن غربال وحسني الطرابلسي. شخصيات مختلفة عبرت عنها المسرحية منها العربي ويبرم والعبيدي والثعالبي وقبادو والخميسي ونظرة المحافظين لجماعة الدوعاجي والموقف من المدرسة العرفانية حتى ان بعض الشيوخ علق على الدوعاجي قائلا «العيب في كل ما كتبت» كما تم تجسيد عدد من قصص الدوعاجي ومن الاغاني التي ظهرت في المسرحية، نذكر منها أغنية «حبي يتبدل يتجدد» التي أداها الجويني الى جانب حديث عن رباط باب سويقة والقعادين وسوق البلاط والحلفاوين ونهج الكبدة. وفي هذا العمل برز الشاب بلال الجلاصي وهو طالب بالمعهد العالي للمسرح وقد فاز بعديد الجوائز وكانت انطلاقته من مرناق. المسرحية عموما سعت لرصد ملامح السيرة الأدبية والاجتماعية لعلي الدوعاجي. عمل مسرحي ينتظر ان نكون له جولة في عدد من المهرجانات والفضاءات الثقافية في سنة الدوعاجي التي تحتفل فيها تونس بمئويته. بقية العروض كان منها اللقاء المفتوح مع الشاعر عبد المجيد البرغوثي وذلك بالمقهى الثقافي القماطي والعرض المسرحي الخاص بالاطفال بعنوان «عودة الحمام» لجمعية الزيتونة للمسرح بالسند الى جانب سهرة للألعاب السحرية ويوم 24 كان السهر بمقهى السوق الثقافي من خلال قراءات شعرية لأحمد الباي البناني والهادي العباسي. وفي سهرة يوم السبت بمقهى كمون الثقافي كان الموعد مع الشعر في سهرة بالتعاون بين المهرجان وفرع اتحاد الكتاب ببن عروس ويوم 27 تابع جمهور المهرجان عرضا مسرحيا من اخراج الطيب السهيلي عن نص للشاعر الاسباني فرديريك غارسيا بعنوان «بينت برنلدا البا». وأما الاختتام فكان مع عرض للفرقة الوطنية للفنون الشعبية، العروض احتضنها فضاء المدرسة الاعدادية بمرناق بشارع البيئة، هذا وقد تمت برمجة عدد اخر من العروض في المناطق الريفية والاحياء ذات الكثافة السكانية بمرناق والمحمدية، ففي سهرة يوم 15 جويلية كانت السهرة في حي الطيران بجبل الرصاص مع مجموعة فؤاد الجليدي وكان عرض سهرة 20 جويلية مع فرقة لطفي الخنوسي مدير «كنسرفتوار» حمام الانف بحي الحدائق بمرناق وكانت سهرة 22 جويلية بحي بئر الزفة بزاوية مرناق. بعد (21) دورة يطمح جمهور مرناق الى دعم اكثر يطال مهرجانهم الذي جمع بين الفنون والآداب من خلال ادارته المميزة من قبل الشاعر صلاح الطرابلسي، ونأمل ان تستجيب بلدية مرناق وولاية بن عروس ومختلف المؤسسات الاقتصادية لدعم هذا المهرجان النوعي.