لئن لم يفلح منتزه الطفل والعائلة بباب الجبلي على جمال تكوينه وضخامة كلفته في استقطاب العائلات وأطفالها فإذا به يؤول مع الأيّام على حداثة انجازه الى فضاء مهمل لا أنس ولا بهجة فيه، فإنّ الدائرة البيضاوية بالمفترق قبالته برحابة قطرها ونضارة عشبها وجمال نافورتها المتدفق ماؤها خيوطا ملوّنة باتت تشيع أنسا في المكان وتتحوّل إلى ملاذ ليالي الصيف لعائلات الجوار الشعبية ولبعض العائلات الزائرة من القطر الليلي الشقيق يقضون عندها الليل مع أطفالهم التماسا للأنس ولنسائم عليلة يبلّلها «طشش» وما عساهم يفعلون وقد عزّت المنتزهات العائلية الشعبية بالمدينة.. غير أنّ هذه النافورة لم تلبث أن تعطّلت وتوقف ماؤها الملوّن الوضاء فهجرتها العائلات محرومة مبتئسة وغدت أشبه ما تكون بدائرة ظلام في المفترق.. والغريب أنّ هذا الطور الموحش من حياة النافورة انطلق ليلة الاربعاء 26 أوت وفي سياق يفترض فيه من البلديات ان تبذل قصاراها لإسعاد مواطنيها، لكن البلدية اختارت ان تطفئ الضوء وتجفّف منابع بهجة متواضعة للمواطنين البسطاء... فهل من لفتة حتى نعيد للنافورة دفق مائها ونعيد تلك العائلات الى سالف بهجتها في هذه الليالي القائضة.