ان أهم ما يميز مدينة الكريب عن سائر معتمديات الولاية ذلك الحزام الأخضر الممتد جنوبالمدينة من حي النصر الى غاية حي الاستقلال وهو عبارة عن سلسلة منتزهات مترابطة تمّ تشييدها في السابق لمتساكني المنطقة. هذه المنتزهات شيدت حتى تكون رافدا تلجا إليه العائلات عند اشتداد الحر وتتدفق كل العائلات للسهر في إحدى أركانه منذ مغيب الشمس إلى ساعة متأخرة من الليل وذلك على امتداد أشهر الصيف مما خلق دينامكية غير عادية بالمنطقة ونشطت المحلات التجارية ليلا.
عديد الملاحظات بل الاستفسارات طرحت من قبل عديد الأهالي بخصوص ما آلت إليه هذه المنتزهات التي أصبحت منذ الثورة بدون عائلات فلا صراخ رضيع ولا هرولة طفل ولا قهقهة الشباب ولا حلقات النسوة كل هذه الصور التي باتت مألوفة في السابق اندثرت في الحاضر لعدة أسباب حسب العديد ممن تحدثوا ألينا مؤخرا تعود بالأساس إلى الغياب شبه الكلي للإنارة فاستثناء الأعمدة الكهربائية لطرقات هذه المنتزهات فان الفوانيس المنتصبة بداخلها لم تشملها الإنارة وظلت حالكة الظلمة مما جعل العائلات لا تجازف بالسهر خوفا من الاصابة بمكروه ومن جانب آخر فان بقايا الكراسي التي أصبحت غير صالحة للاستعمال من جراء أيادي العابثين الذين لا همّ لكم سوى العربدة هذا ن العاملان كفيلان لوحدهما لهجر هذه المنتزهات التي أصبحت بدون عائلات بالرغم ما يتسم به هذا الصيف من ارتفاع غير معهود لدرجات الحرارة لذلك فإن القلة القليلة من العائلات التي تزوره من حين لآخر دون الاستراحة به.
وحتى نعيد لهذه المنتزهات بريقها ودينامكيتها مثل ما هو في السابق يرى عديد الأشخاص بان هذا يكمن في مقترح وحيد لا ثاني له ويتمثل في إدراج سهرة فنية أو تنشيطية يؤثثها شباب المنطقة بإحدى المنتزهات الثلاثة ويتم الترويج لها عبر مضخمات الصوت وبهذه الطريقة ستعود الرغبة للعائلات وستدب به الحركية رويدا رويدا هذا بالتوازي طبعا ما ستقوم به بلدية المكان من إصلاحات الإنارة والكراسي وباستثناء ذلك فستبقى هذه المنتزهات مقفرة ومهجورة الى أجل غير مسمى .