لعل ما ميّز ليالي رمضان هذه السنة في مدينة بنّان هو احتضانها لسهرة شعرية انتظمت مؤخرا بفضاء دار الثقافة ببنّان و نشّطها الأستاذ شكري المسْعي و أثثها الشاعران محجوب العياري و كمال قداوين بمشاركة الفنان عماد مسعود وقد حضرها نخبة من عشاق الكلمة الشعرية من أبناء المدينة و من بعض شعراء الجهة الذين تفاعلوا مع القرارات الشعرية و أثبتوا أن جمهور الشعرلم ينسحب بعد من موقعه ومازال طرفا ثقافيا فاعلا و مؤثرافي نجاح التظاهرات الثقافية والأدبية. و قد حلّق الشاعران في قراءتهما عبر أجواء القوافي الحالمة بغد أفضل إذ قرأ الشاعر محجوب العياري طائفة من أشعاره القديمة والجديدة واستطاع أن يشد الجمهورإليه بفضل نفسه الشعري الذاتي الرومنسي المغتسل بالنبع الصوفي ، أما كمال قداوين فقد قرأ نماذج مختلفة من شعره الجديد المراوح بين شعر العمود و شعر التفعيلة وفقا لمضامين القصائد و موضوعاتها ذات النزعة الوطنية الإجتماعية حيث غاص في أعماق الهم العربي و جراحات الأمة في أسلوب فني متميز و لغة جريئة تشي بقدرة الشاعر على إحكام تصوير الواقع و بقدرته على التبليغ و التأثير في المتلقي ، وقد تخللت هذه القراءات مراوحات موسيقية للفنان عماد مسعود الذي أمتع الجميع بفضل أنغامه الشجية المنطلقة من آلة العود وتغنيه بأجمل أغاني عمالقة الطرب العربي الشرقي والتونسي مما أضفى على السهرة إمتاعا ومؤانسة تتماهى وطبيعة شهر رمضان الكريم وأكد أن الثقافة الجادة هي التي تعمل قدر الإمكان على احترام ذائقة الجمهور والسموّ بها نحو الأفضل والأجمل. فتحية شكر وتقدير للسيد مديرة دار الثقافة ببنّان واللجنة الثقافية المحليّة بها على برمجة مثل هذه الأنشطة الثقافية الجادّة في مختلف أنشطتهما و تظاهراتهما سواء في ليالي رمضان أو في غيرها من المناسبات .