يُجمع أغلب الباحثين والأدباء والنقاد على ان الأدب لا يقتصر على جنس او لون بشري دون آخر، فالمرأة والرجل قادران على الكتابة وعلى الابداع على حد السواء متى توفرت لهما مقومات وشروط الكتابة بقطع النظر عن الجنس ولا فرق بينهما الا بالقدرة على الاضافة وعلى الجودة، غير ان جنس المرأة مهما اكتسب من أحقية حضور ومهما ظهرت منه اصوات نسائية أثبتت جديتها وعمق تجربتها في اكثر من مكان وزمان، يبقي دائما بحاجة للتشجيع وإتاحة الفرص له للظهور خصوصا اذا كانت المرأة مبتدئة وتعوق حضورها ومشاركتها اسباب سوسيولوجية اجتماعية مردّها حب هيمنة المجتمع الشرقي الذكوري، ولعله من هذا المنطلق استلهم ملتقى النساء الشاعرات ببومرداس اسم تظاهرته الأدبية من اجل تحفيز وتشجيع صوت المرأة بالذات على الابداع والكتابة لمزيد تكريس ظهورها ومشاركتها في المشهد الشعري، وقد بلغ هذا الملتقى هذه السنة دورته الخامسة بعد ان اشتد عوده واكتملت صورته لدى محبيه ومتابعيه من الجنسين ولدى وسائل الاعلام بالخصوص حيث انتظمت دورته الحالية تحت شعار «المكان وتفاوت حضوره في الشعر النسوي: القيروان نموذجا» يومي 02 و 03 ماي 2009 بفضاء دار الثقافة والمكتبة العمومية ببومرداس بإشراف المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالمهدية وبتأطير وتسيير من اللجنة الثقافية المحلية ودار الثقافة بالمكان. استهلت فعاليات الملتقى بتدشين معرض الفنون التشكيلية للرسام العصامي عبد الرحمان دلدول بعنوان «دهشة المكان على ضفاف القيروان» وبمعرض النسيج الفني للفنانة زهور الزردي وبتكريم الشاعرة آمال سفطة التي قدمت شهادة عن سيرتها الابداعية، ثم انطلقت اعمال الجلسة العلمية بإدارة الاستاذ جلال بريك ليتولى الدكتور احمد الحذيري تقديم مداخلته بعنوان «عشق المكان في شعر جميلة الماجري» تلاها نقاش ثري أسهم في مزيد بلورة بعض الرؤى والمفاهيم والمواقف، ثم انتظمت اثر ذلك أمسية شعرية نشطها الشاعر جلال باباي بمشاركة الشاعرات فاطمة بن فضيلة وآمال سفطة وآمال الوزير وفاطمة الشريف وغيرهن. وانتظمت في اليوم الثاني للملتقى ورشة للقراءات الشعرية باللغتين العربية والفرنسية نشطها الشاعر عبد الحميد بريك وفيها قرأت المشاركات قصائدهن في اطار المسابقة الشعرية للملتقى حيث برهنت المرأة على قدرتها على الابداع والاضافة شكلا ومحتوى كلما حظيت بالمساندة والتشجيع خصوصا اذا كانت شابة ومبتدئة، وقد تخللت القراءات مراوحات موسيقية على آلة الكمان مع العازفة الشابة آمال كرومة. واختتم الملتقى بجلسة شعرية ثانية شارك فيها الشعراء جلال باباي وعبد الحميد بريك وكمال قداوين والحبيب مخلوف، وبقراءة تقرير لجنة التحكيم وتلاوة البيان الختامي وبالاعلان عن نتائج المسابقة الشعرية التي كانت نتائجها الرسمية، اضافة الى الجوائز التشجيعية، كالتالي: الجائزة الاولى: منية صالح من بومرداس الجائزة الثانية: ايمان حسيون من المكنين الجائزة الثالثة: مناصفة بين عائشة المؤدب من سيدي بوعلي وليلى طاهر من قابس.