الكل يعرف ان سوريا مستهدفة أمريكيا وإسرائيليا، والكل يعرف ان لدى الادارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية مخططات لجر المنطقة الى ما اطلقوا عليه تسمية «الفوضى الخلاقة» التي لا تعني سوى مزيد من الويلات لشعوب المنطقة ومزيد من الاهتزاز للامن العالمي. ما هو تحليل الاخوة النقابيين السوريين للوضع في المنطقة وما هي خططهم لمواجهة مخاطر المرحلة وكيف يقيمون نسيج علاقاتهم من أجل خلق جبهة نضالية على مستوى المنطقة من أجل التصدي للعدوان وافشال مخططات العدو. عن كل هذه القضايا المصيرية حاورنا الأخ عزت الكنج نائب رئيس الاتحاد العام لعمال سوريا فكان الحديث التالي: المنطقة العربية، منذ احتلال العراق ، تعيش هجمة امبريالية تتزعمها امريكا، الغاية من هذه الهجمة هو تنفيذ مشروع أمريكي. اسرائيلي تطلق عليه تنمية «الشرق الاوسط الجديد» أو الكبير الغاية منه هي تحقيق أمريكا واسرائيل واعوانها اهدافهم في المنطقة. نحن وقفنا ضد احتلال امريكا وحلفائها للعراق وموقفنا اليوم هو مع وحدة شعب العراق وارض العراق. ادركت امريكا انها وقعت في المستنقع العراقي والآن، وبعد مضي 4 سنوات على احتلال العراق، عرفت أمريكا والعالم كله انها في مستنقع ولم تستطع تنفيذ مخططاتها. وبدأت أيضا، من خلال حرب جويلية في لبنان تنفيذ مشروعها انطلاقا من لبنان، ولكن نتائج الحرب اظفرت ان حساباتهم كانت خاطئة لأن الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية على اسرائيل كان بمثابة انقلاب السحر على الساحر، ولم تستطع أمريكا ولا اسرائيل تحقيق أي من الاهداف التي قامت الحرب من أجلها. وعادت امريكا ومن يسيرون في ركابها ليطلبوا من سوريا ان تتدخل لدى المقاومة اللبنانية والفلسطينية بعد ان كانوا يحاولون عزل سوريا عربيا ودوليا حيث ثبت لهم بأن سوريا تمثل الرقم الصعب في المنطقة ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها، على ضوء سمفونية دمشق يتحدد إيقاع المنطقة بكاملها . لقد رفضت سوريا، منذ البداية كل الاملاءات الاسرائيلية الأمريكية واختار الرئيس الأسد طريق السلام مع خيار المقاومة، وليس «الفوضى الخلاقة» التي تريدها أمريكا للمنطقة بكاملها خدمة لاسرائيل . ونعتقد بأن المشروع الأمريكي الصهيوني يتقهقر الآن في المنطقة تحت ضربات المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية والموقف السوري الصامد مع المقاومة في ظل الهزات التي تعرضها العلاقات الرسمية السورية اللبنانية، كيف تسير العلاقات بين التنظيمين النقابيين السوري واللبناني؟ علاقة اتحاد عمال سوريا مع الاتحاد العمالي العام في لبنان منذ زمن طويل هي علاقة صداقة وتعاون وطيدة جدا ونحن متفقون في الموقف تجاه كل القضايا، نحن واتحاد عمال لبنان تستنكر بشدة كل المواقف التي تخدم المشروع الأمريكي الاسرائيلي ونحن على تواصل دائم مع اشقائنا في اتحاد عمال لبنان وتنسيق دائم حيال جميع القضايا العربية والدولية ولا توجد أية فاصلة بيننا على الاطلاق، ابوابنا مفتوحة لهم باستمرار وابوابهم مفتوحة لنا باستمرار ولاتحاد لبنان مواقف وطنية على الساحة اللبنانية لا يستطيع أحد أن ينكرها. بعد بعث اتحاد عمالي دولي جديد عقب توحيد اتحادين نقابيين دوليين سابقين ما هي علاقة تقابتكم بهذا الهيكل الجديد؟ نحن منضوون تحت راية اتحاد النقابات العالمي ورئيس هذا الاتحاد هو رئيس اتحاد النقابات السورية ومنذ عشرات السنوات نحن ننتسب الى هذا الاتحاد الذي يقف الى جانب قضايانا مناصرا ومدافعا وهذا الحدث الذي ذكرته لا تأثير له علينا. هل لك انتحدثنا عن مشاريع التعاون القائمة بين اتحادكم والاتحاد العام التونسي للشغل؟ علاقاتنا مع الاتحاد العام التونسي للشغل وطيدة جدا وعريقة جدا وحضورنا اليوم في تونس من أجل تمثيل سوريا في مؤتمر الاتحاد هو تجسيد لكل هذا. ان للاتحاد العام التونسي للشغل دورا متميزا في الحركة النقابية العربية ودورا متقدما بقيادة الأخ عبد السلام جراد الذي نكن له في سوريا كل الاحترام وكل التقدير، ونحن في اتحاد عمال سوريا ندرك أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد العام التونسي للشغل في المحافل النقابية العربية والدولية خدمة لقضايا الأمة العربية ونتمنى ان يخرج الاتحاد من مؤتمره بقرارات تخدم مسيرة العمل النقابي والشغيلة في تونس وفي العالم العربي ونحن على يقين بان هذا المؤتمر هو محطة نضالية هامة على مسيرة الشغيلة في تونس. نتمنى لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح وان تتمخض عنه قيادة جديرة بمواصلة النضال وتحقيق النجاحات لشغيلة تونس.