على أمواج الإذاعة الوطنية، وبمحض الصدفة، كان لي موعد استثنائي طيلة ساعتين من الزمن ليلة الثلاثاء 15 ديسمبر 2009 مع برنامج »رواق الفنون« لمراد البجاوي الذي يُثبت مرة أخرى أن البرامج الناجحة لا ترتهن بالضرورة للأسماء الرنانة والمتكررة بقدر ما ترتهن لقيمة الضيف ومدى إيمانه بما يُبدعه ويقدمه للمتقبل... برنامج رواق الفنون الذي يركز على مدى عدة أسابيع على سياق النقد وآفاقه، في الشعر والقصة والرواية استضاف مؤخرا الشاعر المبدع المنذر العيادي، الذي يشتغل بدربة متناهية على تأثيث مدونته الشعرية بالفصحى والعامية بعيدا عن الضوضاء والأضواء، وهو الحاصل على جائزة ناجي نعمان بلبنان سنة 2007 وجائزة أحسن عمل متكامل في نفس السنة، تحدث في برنامج رواق الفنون عن تجربته الشعرية وآفاقه المستقبلية ومشاريعه القادمة، وقد ذكر برصيده الجديد الذي أنجزه لفائدة الفنان نور الدين بن عائشة والمتمثل في كلمات أغاني »لحظة غضب« و»أتحدى« و»غزة العصية« وآخر هذه الأعمال قصيدة »ألم الرحيل« التي استأثرت بالنصيب الأكبر من زمن البرنامج لم تضمنته من معان إنسانية ومعالجتها لموضوع أزلي هو الرحيل والتي يقول ضمنها الشاعر المنذر لعيادي »أصعب ألم/ألم الرحيل/وداع/ضياع/ودموع تسيل/أنين وآهات/على الذكريات/سهد وسهر في ليل طويل«... وقد استمعت بانتباه للحوار الذي أمنه المذيع مراد البجاوي حول هذه الأغنية بين الشاعر المنذر العيادي والدكتور الشاعر الأزهر النفطي الذي تعرض لخصوصيات الأغنية الطربية والفارق بين الأغنية الشرقية والأغنية التونسية وأثنى كثيرا ودون مجاملة على تجربة الشاعر المنذر العيادي الذي اعتبره أنه لم يكتب قصيدته تلك بنفسها الشرقي الا تماشيا مع طبيعة صوت وميولات الفنان نور الدين بن عائشة الطربية المعروف بعشقه لأقطاب الطرب مثل صالح عبد الحي وعبد الوهاب عبد المطلب وزكرياء أحمد. كما أعلن الشاعر المنذر العيادي ضمن البرنامج عن مشروع تعامل بينه وبين الفنان المتألق عادل سلطان سيتضمن عملين في المجال الروحاني عنوان العمل الأول »نجاة« والثاني »لا تفزع«... في نهاية البرنامج لم يكن لمنذر العيادي إلا أن يتذكر أمه الشهباء التي اشتهر بها من خلال قصيدته التي نظمها في والدته عند وفاتها.