توقف الحملة الإنتخابية الخامسة بعد التحوّل رحاها هذا المساء الجمعة عند منتصف الليل بعد أن تنافس أكثر من 1095 مترشحا على إبلاغ أصواتهم للشعب وللناخبين في تنافس نزيه لم يخل من تشويق وإستماع الى أصوات جديدة وغير مألوفة في المشهد السياسي الوطني تلفزيون بالألوان اللافت للإنتباه أن التلفزة التونسية وخاصة تونس 7 تحديدا تحولت الى تلفزيون بالألوان يكرّس عمليّا التعددية والتواصل بين مختلف الاطياف السياسية هذه الاطياف التي اختلفت في مقارباتها وألوانها ومفاهيمها للعمل السياسي. من الحزب الحاكم حزب التجمع الدستوري الديمقراطي بمناضليه ومرشحيه ومنهم 162 نائب جديد سيدخلون البرلمان الى حركة التجديد بقائماتها المتنوعة وعددها 13 قائمة مرورا بحزب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحزب الاجتماعي التحرّري وصولا الى آخر حزب وأصغر مرشح فيه الشاب نبيل زغدود عن حزب الخضر تنافس الجميع وقالوا كلاما غير مألوفا في التلفزة. الكزد علي وبالطيف في الشارع طيلة هذه الحملة الانتخابية أمكن للسياسيين المترشحين من أحزاب المعارضة والمتعاطفين معهم الوصول الى الشارع والحديث مع المواطنين في أوقات الذروة فقد عمل الكل على توزيع البيانات وهذا ما توقف عنده الاستاذ الحبيب الكزد علي وسمير بالصيف بشارع باريس وأمام فضاء الفنّ الرابع دعما لأحمد ابراهيم. كما أن محمد بوعود في مدنين وهشام الحاجي في تونس وحسين الهمامي في نابل دافعوا عن ترشح محمد بوشيحة وقدموا رؤى وتصورات عن العمل السياسي. تدخلات رشيقة أمّا المرشحون للرئاسة من أحزاب المعارضة فقد أمنوا تدخلات تلفزية رشيقة وقفوا فيها عند عدّة مشاريع مستقبلية وتحدثوا ساعات وساعات وتميّزت هذه التدخلات بالنجاعة وتكريس خطاب الحرية وهذا ما فعله خاصة الاستاذ أحمد الاينوبلي مرشح الاتحاد الديمقراطي والاطياف القومية العروبية في تونس. وفي هدوء ودون ضوضاء أمكن لهذا المرشح أن يدافع عن أطروحات حزبه من خلال لقاءات شعبية بتونس وجرجيس وولايات الشمال الغربي وكذلك فعل محمد بوشيحة أمّا أحمد ابراهيم «المعارض الجدّي» فقد أمكن له عقد إجتماعات بكل حرية حتى في الحوض المنجمي. في التسويق السياسي هذه الحملة العصرية لمختلف أحزاب المعارضة حيث وظفوا فيها كافة الامكانيات المادية بعد أن تحصلوا على دعم مالي يقرّه القانون بتوظيف الانترنات والوسائل الاتصالية الحديثة وهو ما يمكن أن يؤثر على مستقبل «التسويق السياسي» لما بعد الانتخابات. ومهما كانت أسماء الفائزين والفائزات في انتخابات 2009 فإن الاهم هو تكريس هذا التواصل بين الناخبين والمترشحين وإضفاء النجاعة على الممارسة السياسية ودفع المواطن الى المشاركة السياسية في انتخابات يشارك فيها الشباب بنسبة تفوق ٪30 فإلى موعد 25 اكتوبر