مع حلول فصل الشتاء وارتفاع أسعار الملابس المعروضة في المحلات اختار العديد من المواطنين التونسيين إقتناء حاجياتهم من الفريب بحثا عن النوعية الجيدة والماركات العالمية الرفيعة وكذلك على أسعارها الزهيدة وما إن تصل إلى هده الأسواق حتى تلاحظ عدد هائل من الناس من مختلف الأعمار والأجناس يغطي كامل المكان وتسمع البائعين ينادون بأعلى أصواتهم مطلعين الزبائن على جودة بضاعتهم و رمزية أسعارها. نوعية جيدة وفي هدا الشأن تقول السيدة فدوى التي وجدناها تبحث عن بعض الملابس المستعملة أن ملابس الفريب ذات نوعية جيدة وبهذا الخصوص تؤكد انه من الصعب إن تجد اليوم في محلات الملابس الجديدة علامات عالمية أصلية في الملابس على عكس الملابس المستعملة فنوعيتها من الدرجة الأولى لأنها مصنعة في ارويا أين توجد الماركات العالمية الأصلية آما بالنسبة للأسعار فليست مشكلة المهم أن تجد ما يرضيها مشيرة إلى أنها تتبضع كل الأنواع ما عدى الملابس الداخلية. وقد شاطرتها نفس الرأي السيدة زبيدة حيث تقول أنها تبحث عن النوعية والجودة وعن الماركات الجيدة فقد اعتادت التبضع من هده الأسواق وتجد ضالتها فيها مؤكدة على أنها ما يوجد في المحلات بيع الملابس الجديدة المحلية لا تتوفر فيها هده النوعية وإن هده الماركات العالمية فهي باهظة جدا لا اقدر على شرائها وهي جديدة. وتقول السيدة مريم التي وجدناها تبحث بين مجموعة كبيرة من الأحذية عن مقاس مناسب لابنها أنها تتبضع من هذه الأسواق باعتبارها ذات نوعية جيدة وثمنها دائما يبقى زهيد مقابل أن تشتريها وهي جديدة وان ابنها يمارس كرة القدم ولا بد ان يكون له حذاء رياضي وهي غير قادرة على شرائه بثمن 120 دينار فحين قادرة على شرائه من هذه الأسواق بقيمة 40 دينار. الأثرياء يزاحمون الفقراء ومن جهة أخرى يقول السيد كريم صاحب محل لبيع الملابس المستعملة أن زبائنه هم من كل الفئات الاجتماعية لكنه يعتبر أن زبائنه الأوفياء اغلبهم من الطبقة الثرية حيث انه كان في الماضي الفريب ملجا للفئات الاجتماعية المحدودة الدخل التي لا تقدر على مجابهة غلاء الملابس الجديدة المعروضة في المحلات الفخمة لكن جودة بعض الملابس المعروضة في الفريب وتفردها حيث لا تتوافر في المحلات الفخمة وهذا ما جعل العديد من الأثرياء وميسوري الحال يتدفقون على هذه المحلات وأن زبائنه هم من الأطباء وأساتذة ورجال أعمال. ويشاطره الرأي العم حسني شعبان صاحب محل الذي وجدناه منهمكا في كي الملابس حيث يقول أن اغلب زبائنه هم من ميسوري الحال وعن الماركات العالمية التي يبيعها فهي عالمية آما بالنسبة لأسعار هذه الماركات فانه يتم تحديدها من خلال قيمة الكمية المقتناة ويتراوح الأسعار بين 10 دينار إلى 100 دينار. وخلال هذه الفترة بدأت أسواق الملابس المستعملة ومحلات الملابس المستعملة تنتشر بشكل سريع في كل مكان وفي كل الأحياء وذلك بفضل انخفاض الأسعار وجودة الصنع مما جعلها تجلب الفئات الميسورة قبل غيرها من ضعاف الحال وبذلك بدأت هذه الظاهرة تمثل خطرا على الصناعة المحلية للملابس. تجار الجملة وفي هذا الصدد اتصلنا برئيس الغرفة الوطنية لتجار الجملة سمير عطية الذي أكد لنا انه يقع توريد قرابة 90 ألف طن في العام من الملابس المستعملة أي ما يقارب 65 مليون دينار من بلدان أروبية وخاصة من ايطاليا وأمريكا ويقع تصدير حوالي 20 ألف طن خاصة إلى جنوب إفريقيا و ارويا و ارويا الشرقية مشيرا إلى انه يجد قرابة 49 شركة توريد لهذه الملابس وكل بضاعة يتم توريدها الا و تكون معها شهادة صحية آما بالنسبة لهذا القطاع فهو يشغل 6000 عامل قار وقرابة 1500 عامل موسمي وعن جديد هذا القطاع فقد أكد أنهم منكبون على الحصول على رخصة لتوريد الأحذية لأنها تباع حاليا بصفة غير قانونية