توصل فريق طبي تونسي متكوّن من خبراء أخصائيين في أمراض الجلدة من خلال دراسة قطعت شوطا هاما من البحوث الى تحديد الاسباب الاولية للإصابة بالبرص وهي أسباب ظلت لسنوات طويلة تحيّر العلماء رغم الدراسات المعمقة للوقوف على ما يمكنه أن يكون في مراحل لاحقة عنصرا لتحديد العلاج لآلاف الاشخاص الذين يعانون من هذا المرض الغامض ويعاني في تونس أكثر من 10 آلاف شخص من مرض البرص وأغلبهم يجهل وجود طرق علاجية هامة يمكن أن توفرها أقسام الامراض الجلدية في مستشفياتنا وهي طرق تؤدي في حالة الاصابات الخفيفة الى الشفاء النهائي من البقع المنجرة عن المرض. ثلاثة أنواع الدكتور محمد الزغل أخصائي في الامراض الجلدية بمستشفى الحبيب ثامر وعضو في الفريق الذي أنجز الدراسة يقول «نحن حاليا في طور البحث والتحاليل لمعرفة المزيد عن هذا المرض وقبل الحديث عن الاسباب لابد من الاشارة إلى أنها أسباب مجتمعة ولا يمكن تحديد سبب واحد يكون وراء ظهور البرص ويوجد 3 أنواع للإصابة بالمرض وهي أنواع تختلف من حيث الخطورة : والنوع الأول وهو المتمثل في ظهور البقع الفاتحة أي البيضاء وهو الأقل حدة وسببها وجود إضطراب في خلايا تلك المنطقة والنوع الثاني يتمثل في وجود بقع بيضاء مع شعر أسود وفي مثل هذه الحالة تكون الخلايا السطحية للجلدة ميتة أما النوع الثالث والأكثر خطورة فهي البقع مع الشعر الابيض وهذا النوع تكون فيه الخلايا في العمق ميتة لذلك يعتبر أخطر الأنواع وأصعبها في العلاج وتتوقف نتائج العلاج حسب الدكتور على عدد الخلايا الحية في المنطقة المصابة لذلك فإن علاج النوع الاول يعتبر سهلا للغاية وفي بعض الحالات يمكن أن تختفي البقع نهائيا. أسباب مختلفة وتوصلت الدراسة الى تحديد عدة أسباب من شأنها أن تكون علامة للإصابة أو لمضاعفة إحتمالات الاصابة بالبرص ويقول الدكتور أن ما توصلت إليه الدراسة يرتبط بوجود خلل في الدهون في الجسم الى جانب بعض العوامل الاخرى مثل الكوليسترول والسكري والغدة الدرقية كما تربط الدراسة الإصابة بهذا المرض بأعراض أخرى مثل فقر الدم أو الخلل في التمثيل الغذائي metabolisme والخلل في المناعة وكلها عوامل توظفها الدراسة من خلال فرضيات قائمة على تحاليل تجرى على المصابين ومن الأسباب التي أوردتها الدراسة يضيف الدكتور أن عنصر الضغط على الجسم هو الآخر يمكن أن يؤثر على الخلايا ويسبب المرض وبأكثر توضيح فإن إرتداء الملابس الضيقة كالدجين أو فرك اليدين بالصابون وإستعمال «الكاسة» عند الذهاب الى الحمام أو كذلك ممارسة الرياضات العنيفة كلها يمكن أن تؤثر سلبا على الخلايا وتؤدي الى مرض البرص. ونفى الدكتور محمد الزغل وجود علاقة بين البرص وعوامل الوراثة أو نوعية الغذاء ولكن تم إثبات فقط العوامل المذكورة إذ هي تعتبر أرضية ملائمة لظهور المرض وفي 95 ٪ من الحالات التي تم إختبارها تظهر الدراسة أن المرض يظهر نتيجة لأسباب متعددة. العلاج بالأشعة ورغم توفر العلاج في مستشفى الحبيب ثامر حيث توجد مجموعة متطورة من التجهيزات والآلات والكفاءات ذات الخبرة والعالية في المجال إلا أن مشكلا يطرح حاليا وهو غياب مساحة لتوظيف هذه التجهيزات إذ يتطلب إستعمالها غرفة جراحة خاصة نأمل أن يتم توفيرها في هذا المستشفى ويقوم العلاج في أغلب الحالات على الأشعة في الأنواع المختلفة للمرض والعلاج بالاشعة يعتبر أحسن العلاجات ويدوم هذا العلاج ثلاث سنوات وبحسب تحسن الحالة يقع تحديد الحصص المطلوبة للعلاج وهناك طرق أخرى متطورة وهي طريقة la culture des cellules وتقوم هذه الطريقة على أخذ جزء من الجلدة من منطقة سليمة من الجسم وزرعها في المنطقة المصابة بعد أن يتم إختبارها بالتجهيزات وإزالة المواد الدسمة منها وعلاجها بالنار الباردة وبعد زرعها في هذه المناطق تصبح الخلايا حيّة ولكن العلاج في أغلب الحالات حسب الدكتور يحد من إنتشار البقع وليس العلاج النهائي. ومن بين العلاجات الموجودة أيضا عديد الأنواع من المراهم وهي علاجات موضعية تستعمل وتدوم مدة فاعليتها 3 أو 4 ساعات وهي توصف لتغطية الأماكن الظاهرة من الجسم المصاب بالبرص. بقي أن نشير الى أن تكلفة هذه العلاجات هي تكلفة عادية وفي المتناول وبالنسبة للذين لديهم تغطية صحية فإنه يكفي دفع معلوم التسجيل أي دينار أو 4500 هي حسب المنظومة المختارة