عديدة هي الأمراض التي تهدّد حياة المرأة وقد تتسبّب لها في مضاعفات خطيرة اذا لم يتمّ تشخيصها مبكرا أو معالجتها.. وفي السنوات الأخيرة تزايد عدد الإصابات بسرطان الثدي وعنق الرّحم والمبيض والأمراض الجلدية.. الأسباب عديدة والعلاجات ممكنة في ظلّ التطوّر الطبي ومتابعة المرض. «الإعلان» تحدّثت الى الدكتور منجي معالج أستاذ بكلية الطب بتونس ورئيس قسم العلاج بالأشعة بمعهد صالح عزيّز بالعاصمة يقول الدكتور منجي معالج بأن أكثر الأمراض التي تهدّد المرأة هي سرطان الثدي حيث يحتلّ هذا المرض المرتبة الأولى بنسبة ٪28.27 حسب دراسة استشرافية أنجزها المعهد.. ويضيف أن السنوات القليلة الماضية شهدت تزايدا كبيرا في عدد الحالات ومرّت الإصابة بهذا النّوع من المرض الى نحو 12 و13 ألف حالة. وحول الأسباب يصرّح الدكتور المنجي معالج أن هناك عوامل قد لا ننتبه إليها وأهمها التطوّر السريع في نسق الحياة وتحسن معدّل أمل الحياة والذي تجاوز 90 سنة وتزداد فرص الإصابة بهذا المرض في سنّ الخمسين.. كما أن تغيّر عاداتنا الغذائية من حيث النوعية أو التوقيت حيث أصبح التونسي يقبل على الوجبات السريعة مثل «الهمبرقار» و«الفاست فود» ومثل هذه الأطعمة تحتوي على مكوّنات قد تؤدي للإصابة بداء السرطان.. كذلك التدخين حيث أن ٪85 من حالات السرطان الرئوي مرتبطة مباشرة بالتدخين كما يتسبّب التدخين في سرطان عنق الرحم والمجاري البولية. أعراض سرطان الثدي وبالرغم من أن أغلب أورام الثدي تعتبر من النّوع الحميد إلا أنه يتعيّن على المرأة التشخيص المبكّر والقيام بالتحاليل اللازمة لمعرفة ماهية المرض. وعن الأعراض فهي الشعور بتغيّرات في الثدي أو ظهور كتلة عادة ما تشعر بها المرأة أو إفرازات من الحلمة مصحوبة بدم كما يؤدي الورم عادة الى تغيّرات في لون الثدي أو الحلمة. وتعتبر أكثر من ٪97 من النساء مهدّدات بالإصابة بسرطان الثدي فيما لا تتعدى النسبة ٪3 لدى الرجال وتعود الأسباب أيضا الى سنّ اليأس وحبوب منع الحمل والأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسّمنة وقلّة النشاط البدني. عنق الرحم يتصدّر سرطان عنق الرّحم المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي حيث أن عدد الإصابات يناهز ال٪5.43 وإصابات الجنس ٪2.8 ليبلغ المجموع ٪7.7 ويرى الدكتور منجي معالج أن تطوّر هذا المرض مستقرّ وترجع أهمّ الأسباب الى الممارسات الجنسية غير المشروعة كما يهدّد هذا المرض أكثر النساء اللاتي يعشن حياة قاسية أو فقيرة ويتناولن وجبات غير متوازنة ويهملن عوامل النظافة.. ومن أعراض سرطان عنق الرحم الشعور بآلام شديدة مع نزيف دموي غزير بعد الإتصال الجنسي وإفرازات مهبلية ليس لها لون.. كذلك من الأمراض الخطيرة التي تهدّد المرأة هي سرطان الغشاء المبطّن للرّحم وهو من الأمراض الشائعة وينتشر هذا الورم ما بين سنّ60 و70 سنة من العمر وتقلّ نسب حدوثه من 2 الى ٪5 قبل سنّ الأربعين من العمر ومن أهم الأسباب السمنة وارتفاع ضغط الدم وتعدّد الحويصلات في المبيض ويصيب السيدات اللاتي لا يحملن على الإطلاق واللاتي يصبن بالعقم لأي سبب ولا تستطعن الحمل وبدء الدورة مبكّرا وأمراض السكري.. ومن أعراض هذا المرض نزيف بعد الممارسة الجنسية واستمرار الدورة الشهرية لأكثر من سبعة أيام وتعاقب الدورة الشهرية كل ثلاثة أسابيع أو أقل وظهور دم بعد ستة أشهر من انقطاع الدورة.. ويكون النزيف لمدة طويلة وعلى فترات للسيدة فوق سنّ الأربعين.. ومن الأمراض الأخرى التي تهدّد حياة النساء نجد سرطان المبيض. والكشف المبكّر لهذا المرض يرفع من نسبة الشفاء حيث يوجد عند كل سيدة مبيضان يوجدان حوالي10 أو12 سم أسفل الوسط ويقع كل مبيض على جانب الرحم ووظيفة المبيضين إفراز البويضات ومن أعراضه ورم بالبطن مع ألم وانتفاخ وعسر هضم وغثيان ونقص في الوزن مجهول السبب ويشمل العلاج استئصال المبيض والرحم وقناة فالوب والغدد اللمفاوية المجاورة وجزء من الغشاء الدهني في الحوض المحيط ويؤكد الدكتور المنجي معالج على خطورة مرض آخر يهدّد حياة النساء وسبب هذا المرض هو التعرض لأشعّة الشمس لذلك لابدّ من الوقاية. الشمس وراء سرطان الجلد وهو نموّ خبيث على الجلد ويمكن أن يحدث لعدّة أسباب ويتطوّر في البشرة (الطبقة الخارجية للجلد) ويكون الورم واضح بالعين المجرّدة وهناك ثلاثة أنواع معروفة من سرطان الجلد وهي سرطان الخلايا القاعدية وهو أكثر الأنواع إنتشارا وسرطان الخلية الحرشفية وسرطان الخلايا الصبغية و٪5.5 من الإصابات في تونس بهذا الورم وسببها الرئيسي هو التعرّض لفترات متواصلة لأشعة الشمس والتعرّض للأشعة فوق البنفسجية الآلية من الشمس وذلك عن طريق حمامات الشمس ومن أهم الأعراض ظهور نتوءات على الجلد بشكل غير طبيعي ويكشف لنا الدكتور المنجي معالج عن مرض آخر يصيب النساء والرجال على حدّ السواء ويعدّ ثالث سبب رئيسي لوفيات السرطان ألا وهو «سرطان القولون والمستقيم» حيث تزداد الإصابة بهذا المرض عند وجود شخص أو أكثر مصاب من الأبوين حيث يلعب العامل الوراثي دورا هاما في الإصابة بهذاالورم بالإضافة الى اضطرابات عديدة موروثة والوجبات الغذائية الغنية بالدهون وأسلوب الحياة الخمولي (كثرة الجلوس وقلّة الحركة) وليس لهذا الورم أعراض إلا أنه مع مرور الوقت يظهر عدد من الأعراض يمكن إعتبارها كإشارات تحذيرية مثل نزيف المستقيم وآلام ناتجة عن تقلّصات وتشنّجات في المنطقة السفلية من البطن وآلام غازية متكرّرة وفقدان الوزن من دون إتباع حمية والشعور بتعب وإجهاد مستمرّ. إقليمتونس الكبرى الأكثر تهديدا حيث يقول الدكتور المنجي معالج أن الدراسة التي أنجزها المعهد أثبتت أن إقليمتونس الكبرى يضمّ أكثر الحالات فيما تبدو مدينتي صفاقس والقصرين الأقل إصابة. ويبلغ معدّل الأعمار عند إكتشاف هذا المرض فوق الخمسين ويضيف ان ٪60 من الحالات يتمّ إكتشافها بصفة متأخّرة أي عند تقدّم المرض وتنتشر أغلب الإصابات بمدن بنزرت وباجة والكاف وجندوبة. أسباب عديدة وراء إنتشار الأمراض الخطيرة التي تهدّد حياة المرأة وخاصة سرطان الثدي وعنق الرّحم.. ولكن الوقاية ممكنة والكشف المبكّر قد يدعم حظوظ المرأة في النجاة.