نظرا الى استفحال انتشار ظاهرة أمراض التهاب الكبد الفيروس من نوع «ج» الذي يعدّ من الأمراض الخطيرة والمعدية وكذلك مرض التهاب المفاصل الريثياني الذي انتشر هو الآخر على نطاق واسع بمناطق الشمال الغربي عقد أول أمس مجلس عمادة الأطباء بباجة بالاشتراك مع مخابر «روش» ملتقى طبي توعوي باشراف كل من الدكتور رياض بوعلي أخصائي في أمراض الكبد والجهاز الهضمي والدكتور سمير كشباطي أخصائي في داء المفاصل المزمن حضره أطباء من باجةوالكاف وسليانة وجندوبة وكذلك بعض المرضى المصابين بهذا الداء إلى جانب عدد من الصحفيين. وقد عُني هذا اللقاء الذي انتظم بأحد النزل بطبرقة بتشخيص هذان المرضان وتوعية كل من الأطباء والمرضى لمعالجته مبكرا حال اكتشافه حيث أكد الدكتور رياض بوعلي عبر سرد طبي تناول فيه بالشرح أسباب تفشي الفيروس «ج» أن هذا المرض يصيب بالدرجة الأولى الكبد وقد انتشر بنسبة 1.6٪ في تونس حسب ما أثبتته الدراسات التونسية التي تمت في الغرض مضيفا أن نسبة المصابين في ولاية باجة يبلغ 18.1٪ و17.6٪ في ولاية جندوبة أما في ولاية الكاف فقد بلغت نسبة المصابين 2.3٪ كما أكد الدكتور «بوعلي» على خطورة هذا المرض في حالة عدم اكتشافه في مراحله الأولى، ذلك بحيث يصعب مقاومته وبالتالي الشفاء منه في حالة إصابة الكبد بالتليف الناتج عن توغل الفيروس «ج» داخل خلايا هذا العضو الحيوي في الجسم ممّا يؤدي حتما في هذه الحالة الخطيرة الى انتقال المرض من فيروس «ج» إلى «سرطان الكبد» وهو ما يتطلب السرعة في اكتشاف المرض في مراحله الأولى قبل تفحّله لأن في ذلك امكانية كبيرة للشفاء منه باستعمال عدّة أساليب وطرق للمداواة من أهمها الدواء المزدوج «الانتر فيزون ألفا+2أ». مشيرا في هذا الصدد إلى وجود 3 محاور أساسية للمداواة تدوم مدة الخضوع للعلاج في المحور الأول 38 أسبوعا ثم يتم اجراء تحاليل مجهرية لمعرفة مدى نجاعة هذا الدواء مع الفيروس «ج». وفي حالة عدم تجاوب جسم المريض مع دواء المرحلة الأولى يتم اخضاعه الى المرحلة الثانية والتي تدوم 48 أسبوعا والتي تسبق حالة التليف التام للكبد «السيروز» والتي تعتبر المرحلة الثالثة والأخيرة وهي من أخطر المراحل التي قد يكون الشفاء خلالها معدوما. أسباب المرض من جهة أخرى تطرق الدكتور رياض الى بعض أسباب ومسببات الاصابة بهذا الفيروس «ج» والتي تتم عن طريق العدوى ولعل أهمها «الوشم» و«التشليط» قصد المداواة بالطب الرعواني والوخز بالابر والتلوث بدم شخص مصاب أثناء عملية نقل الدم التي تتم في الحالات الاستعجالية عقب الحوادث أو الحالات الطارئة بالاضافة الى دور تعاطي المخدّرات في نقل عدوى هذا الفيروس وذلك من خلال استعمال المحاقن نفسها لمرّات عديدة وبين أشخاص مدمنون على تعاطيها وكذلك تقاسم آلات النظافة كشفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان أو مقص الأظافر مع شخص مصاب ودعى الى ضرورة الوقاية من التهاب الكبد باتخاذ الاحتياطات اللازمة وتجنب كل ما من شأنه أن يساعد على نقل الفيروس «ج». عوارض من بين العوارض التي تنبئ الأطباء باحتمال وجوده هي ظاهرة «الفشلة» التي تصيب المريض موضحا الدكتور رياض أن هذا العارض لا يمكن اعتباره بالضرورة منبئا حتميا على وجود المرض (الفيروس «ج»). هذا الى جانب وجود بعض العوارض الجانبية الجلدية منها والباطنية وكذلك ظهور عوارض سلبية على مستوى الشرايين والعروق ممّا يتسبب أحيانا في تشققها وإصابتها بنزيف دموي يكون ظاهرا على مستوى الجلد مشيرا الى أنه الى حدّ الآن لم يتم التعرف على السبب الرئيسي والأساسي لهذا المرض. ونظرا للتكلفة المادية المرتفعة للدواء والمستورد في غالب الأحيان من الخارج والذي يعجز أغلبية المصابين بهذا الفيروس «ج» على اقتنائه خاصة أمام طول مدة العلاج. فقد أكد الدكتور رياض بوعلي أن صندوق التأمين على المرض «CNAM» بصدد اجراء مشاورات عميقة للتكفل بنسبة 100٪ بمصاريف هذا الدواء حتى يتمكن كل المصابين من المعالجة. التهاب المفاصل الريثياني أمّا في ما يخص تفشي مرض التهاب المفاصل الريثياني. فقد أكد الدكتور سمير الكشباطي (أستاذ مبرّز بكلية الطب بتونس ومختص في معالجة أمراض العظام والمفاصل بمستشفى الحبيب ثامر) أن هذا المرض يعدّ من الأمراض المزمنة الانضدادية التي تؤثر على جهاز المناعة الموصل بالمفاصل مسبّبة التهابات عميقة تدمّر في غالب الأحيان أجزاءا كبيرة من النسيج الواقي للمفاصل. مضيفا أن هذا المرض بامكانه أن ينال من بعض الأعضاء الأخرى للجسم كالرئتين والجلد مما يسبب اعاقات دائمة تؤدي حتما الى فقدان الحركة شيئا فشيئا الأمر الذي ينتج عنه نقص فادح في الانتاج والانتاجية للمجتمع. وعن تشخيص المرض أكد الدكتور كشباطي أنها وحدها التحاليل المخبرية هي القادرة على التأكد من وجود هذا النوع من المرض كذلك يمكن الاستعانة بالأشعة المقطعية للجزم بوجود هذا المرض الذي يصيب في غالب الأحيان النساء أكثر من الرجال لعوامل هرمونية بحتة خاصة بالمرأة التي تكون على وشك بلوغ سن اليأس (40 سنة). وككل الأمراض أوضح الدكتور أن الاكتشاف المبكّر للمرض والبدء في مداواته يعطي فرصة أكبر للشفاء منه ناهيك أن أدوية العلاج منه متوفرة وطرق استعمالها قد أثبتت نجاعتها... وفي هذا الصدد ألحّ الدكتور سمير على ضرورة التوعية أولا ثم الالتجاء الى الطبيب في أولى حالات العوارض التي تكمن أساسا في إعوجاج أصابع اليد وعدم القدرة على السيطرة عليها (اليد).