انتشرت منذ فترة ظاهرة بيع بعض الماركات العالمية للأجهزة الكهربائية والإلكترونية في الأسواق الموازية بأسعار منخفضة الشيء الذي يؤكد عدم استجابتها للمواصفات المعمول بها لكن الغريب في الأمر أن الكثير من الأشخاص يلتجؤون الى شراء هذه الأنواع من السلع رغم ما تشكّله من خطر على صحّتهم وعلى حياتهم وفي هذا السياق بلغنا مؤخرا أن هذه السلع وخاصة منها سخانات الماء المقلّدة تسببت في كثير من حوادث الإحتراق والإختناق والتسمّم والإنفجار إما بسبب عدم استجابتها للمواصفات المعمول بها أو لعدم تركيبها بطريقة صحيحة. قرابة 300 حالة وفاة وللتأكّد من صحة هذا الخبر اتّصلنا بالسيد سليم سعد الله رئيس المكتب الجهوي باب البحر لمنظّمة الدفاع عن المستهلك الذي أفادنا أنه حسب علمه يصل سنويا عدد حالات الوفاة جراء سوء استخدام سخانات المياه أو عدم استجابتها للمواصفات المطلوبة الى 300 حالة وهو رقم مرتفع جدا ويتطلّب مزيدا من التوعية حتى يبتعد المواطن عن استخدام هذه الأجهزة المقلّدة خاصة وأنها لا تحمل أي ضمانات وفسادها يعتبر خسارة للمواطن كما أن ضررها لا يمكن أن يتحمّله سواه. ماركات تونسية تستجيب للمواصفات ونظرا لخطورة هذه الأجهزة على صحّة المواطن الذي يخيّر تدني الأسعار على سلامته حاولنا إلقاء نظرة على أسعار سخانات الماء المستجيبة للمواصفات المطلوبة والمتضمّنة لضمانات فوجدنا ان أسعار الماركات العالمية لسخانات المياه تتراوح بين 300 و500 دينار في حين تتراوح أسعار الماركات التونسية المصنّعة في تونس والمحتوية على ضمانات بين 120 و150 دينار وهي أسعار في المتناول وقريبة من أسعار الأجهزة المقلّدة التي تتراوح بين 100 و150 دينارا لكن الغريب في الأمر أن جلّ الأشخاص يفضّلون الشراء من الأسواق الموازية ولا يشترون سلعا ذات صنع تونسي رغم نجاعتها واستجابتها للمواصفات المعمول بها. أسباب الحوادث ولمعرفة الأسباب الجوهرية للحوادث التي وقعت مؤخّرا إلتقينا بالسيد لسعد العياري مصنّع تونسي في هذا المجال فأكد لنا ان أهم الأسباب تتمثل في سوء استعمال هذه الأجهزة من طرف الحرفاء وذلك بوضعها داخل الحمّام أو في أماكن تفتقر الى التهوئة هذا الى جانب تطفّل بعض الأشخاص على هذا الميدان واستغلاله كمورد رزق في حين أنّهم غير متكوّنين وغير مختصين في هذا المجال الشيء الذي يمكن أن يسبّب كثيرا من الحوادث ويضيف مصدرنا في نفس السياق ان هذين السّببين يمكن أن يشملا الأجهزة المقلّدة أو المستجيبة للمواصفات في حين أن كثيرا من الحوادث الأخرى تقع فقط بسبب الأجهزة المقلّدة المفتقرة للجودة وغير المستجيبة للمواصفات المعمول بها والتي لا تتوفّر فيها صمّامات للأمان أو بها خلل على مستوى أنظمة الإشعال ويشير محدثنا في هذا الإطار ان سخانات الماء ذات الصّنع التونسي تطوّرت وأصبحت قادرة على وقف تسرّب الغاز أوتوماتيكيا بتوقّف السخان عن العمل كما أن هذه الشركات تحتوي على مصلحة ما بعد البيع التي تقوم بعملية التدخّل السريع خاصة في حالة سوء استخدام الأجهزة حتى بعد انتهاء فترة الضمان ورغم النصائح الملصقة على السخان ويشير نفس المصدر أن سخانات الماء تونسية الصنع يتمّ فحصها عن طريق جهاز يقيس ضغط الماء الذي يجب أن يتراوح بين 1 و4 بار وضغط الغاز الذي (GPL) الذي يجب أن يتراوح بين 27 و37 ملّي بار كما يقوم هذا الجهاز بإختبار حرارة الماء التي يجب أن تتراوح بين 55 و60 درجة