احتضنت ضاحية قمرت يوم الجمعة فعاليات الندوة الدولية التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي حول موضوع «رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية ريادة واستشرافا» وقد أشرف على افتتاح هذه التظاهرة السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي وبحضور ممثلين عن الديوان السياسي ومجلس المستشارين وممثلي المجتمع المدني وقد تضمنت هذه التظاهر مداخلات قيمة تمحورت حول نجاح الرئاسة التونسية للمنظمة وأهمية العمل الجمعياتي في إعلاء مكانة المرأة بالبلدان العربية. وفي المداخلة التي قدمها السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي لدى افتتاحه أشغال الندوة أشار الى أن رئاسة تونس للمنظمة أبرزت المقاربة الاستراتيجية للسيدة ليلى بن علي الرامية الى اعلاء منزلة المرأة العربية في سياق التحولات الاجتماعية والحضارية للمجتمعات العربية وتمكينها من الاسهام الفاعل في انجاح مسيرة الإصلاح والتحديث والتطوير لهذه المجتمعات. كما تطرق الى النقلة النوعية التي سجلها نشاط وعمل المنظمة والتي تجلت عبر المبادرات الريادية وكذلك الخطط والبرامج. وذكر بدعوة السيدة ليلى بن علي الى إحداث مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية المتعلقة بأوضاع المرأة في الأقطار العربية ولجنة المرأة العربية للقانون الدولي الانساني والى اقرار يوم عربي للمسنين الى جانب المناداة ببلورة استراتيجية إقليمية لحماية المرأة العربية من العنف وإصدار عمل توثيقي يتضمن دراسات وبحوث تعالج هذه الظاهرة وسبل التصدي لها ثقافيا وقانونيا. وأكد الأمين العام للتجمع ما تكتسيه مبادرات حرم سيادة الرئيس من دلالات وأبعاد عميقة وما أضفته من نجاعة وفاعلية على آداء منظمة المرأة العربية وآليات عملها فضلا عن تدعيم حضورها وإشعاعها بما يستجيب لتطلعات المجتمعات العربية وطموحاتها ويسهم في وضع أسس المجتمع المتوازن والمتآزر والمتضامن. واستعرض المشاركات المتميزة للسيدة ليلى بن علي بصفتها رئيسة لمنظمة المرأة العربية في العديد من التظاهرات العالمية والتي من بينها بالخصوص القمة الثانية للسيدات الأول لدول عدم الإنحياز الملتئمة بروما خلال شهر نوفمبر 2009 حول موضوع «الأمن الغذائي وفرص وصول المرأة الى الموارد». وأكد أن ما أنجزته منظمة المرأة العربية من أعمال ريادية تحدو سيدة تونس الأولى للنهوض بأوضاع المرأة العربية ملاحظا ان نجاح الرئاسة التونسية للمنظمة جاء نتيجة لما تتمتع به حرم رئيس الجمهورية من إشعاع وتجربة واسعة في مجال العمل الجمعياتي والانساني على الصعيدين الوطني والاقليمي.. وفي مداخلة للسيدة عبير موسى الأمينة العامة المساعدة المكلفة بالمرأة بالتجمع عبرت عن فخر واعتزاز المرأة التونسية عامة والمرأة التجمعية خاصة بتألق رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية في شخص السيدة ليلى بن علي مبرزة ما أضفته هذه الرئاسة على برامج عمل المنظمة من حيوية من شأنها ان ترتقي بمكانة المرأة العربية وبإسهاماتها في تنمية مجتمعاتها. وأكدت السيدة نزيهة زروق عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي والنائب الثاني لرئيس مجلس المستشارين في كلمة ألقتها لدى إشرافها على اختتام أشغال الندوة ان تونس جسدت مجددا من خلال رئاستها لمنظمة المرأة العربية التزامها الثابت بدعم مسيرة تطوير وتحديث المجتمعات العربية وحرصها على تكريس التضامن بين النساء العربيات مبينة أن البرامج والمبادرات الرائدة التي ميزت العام الأول من الرئاسة التونسية للمنظمة غايتها الأساسية التأسيس لمرحلة جديدة على درب الارتقاء بواقع المرأة العربية وتوظيف طاقاتها وكفاءاتها خدمة للمنشود الجماعي. وأكدت على أهمية التجربة التونسية في مجال تكريس حقوق المرأة ودعم مكاسبها إيمانا منها بأن تحديث المجتمع يمر عبر تطوير واقع المرأة وهو ما ترجمته دعوة السيدة ليلى بن علي الى انشاء لجنة عربية للقانون الدولي الإنساني بهدف دعم حقوق المرأة ومؤازرتها بالاضافة الى مساندة قضايا الحق وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال حث الهياكل الأممية على التحرك الفاعل وتعبئة الرأي العام الدولي من أجل حماية الشعب الفلسطيني إزاء ما تتعرض إليه حقوقه من الإنتهاك. وأشارت أن من مبادرات السيدة ليلى بن علي أيضا الدعوة الى بلورة استراتيجية عربية لحماية المرأة من العنف والى تأسيس مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية ذات الصلة بأوضاع المرأة فضلا عن جملة البرامح والأنشطة المسجلة على مدار العام المنقضي، جعلت من تونس عن جدارة عاصمة للمرأة العربية ومنبرا مميزا تطرح في رحابه قضايا المرأة ومشاغلها من أجل استجلاء ملامح مستقبل أكثر إشراقا للمرأة والأسرة والمجتمع في سائر الأقطار العربية