الصورة ب500 مي وإن اقتنيت أكثر من 10 صور فإن سعر الواحدة ينزل الى 300 مي هكذا يصيح أحد الباعة الذين تعودنا على مشاهدته يبيع الكتب القديمة بالسوق الاسبوعية بحي الخضراء وبين التفاح والقوارص ينتصب الكتاب القديم والأقاصيص الموجهة للأطفال في طباعة جيّدة وأنيقة ولأمهات دور النشر. جهد وطني هذه المرّة الصيد ثمين فقد تجمّع الذين راودهم الحنين الى هذه النصبة وعندما اقتربت هالني ما رأيت أكثر من 20 ألف صورة لأرشيف وزارة السياحة لسنوات الخمسينات وبداية الستينات تباع على قارعة الطريق فمن أهملها ومن أتلفها وهل من محاسبة ومراقبة ومعاقبة. صور التقطها مصورون محترفون من تونس مثل الكاهية ومصورون أجانب مثل رافات وفاڤارت وآلاكس وببنبوشت فأنت أمام صور نادرة ومذهلة يمكن أن تحفظ ويدرسها طلبة الفنون الجميلة أو طلبة معاهد السياحة إنها ثروة أهملها موظفون في الديوان ، ديوان السياحة لا يعني أهميتها. صور من الكاف وجربة ودقاش صور لدوز سنة 1957 و1960 و1961 صور لأقدم نزل في القصرين نزل «السيليلوز» صور لطريقة جمع الحلفاء على ظهر الاحمرة سنة 1959 صور لسيدي بومخلوف في الكاف في أول الستينات وصور لأول نادي المتوسط Club med منذ نشأة النزل في بلادنا وصور عن نزل ومطعم المبروك بصفاقس. أمّا عن صور الحياة المدنية في جربة ودقاش وقصور تطاوين فحدث ولا حرج.. مسؤولية من؟ فما هالني أكثر إضافة الى هذه الثروة ملفات صحفية وكتب للرحالة والباحثين الألمان الذين زاروا بلادنا سنة 1960 وملفات أخرى وكتب نادرة توثق وتؤرج للسياحة وتطوّرها وأفقها فمن يتحمّل مسؤولية الإهمال وهل ستتحرّك مصالح وزارة السياحة بعد فوات الاوان