حرصا على تدعيم قطاع التنمية النظيفة وسعيا لتطبيق استراتيجية بلادنا للإقتصاد في الطاقة تمّ إنجاز مشروع نموذجي لأول مرة على المستوى الدولي والعالمي لتجهيز قرية غيلان بولاية قبلي بمحطة مزدوجة لإنتاج الكهرباء بإستعمال الطاقة الشمسية الفلطوضوئية وطاقة الرياح وقد تمّ إنجاز هذا المشروع الأورومتوسطي «HYRESS» في إطار التعاون التونسي الأوروبي لتقليص استعمال المحروقات والإستفادة من الإشعاعات الشمسية ومن طاقة الرياح التي تميّز منطقة قصر غيلان. محتوى المشروع وفي هذا السياق قامت الوكالة الوطنيّة للتحكم في الطاقة بتجهيز قرية غيلان بمحطة مزدوجة نموذجية تستعمل الطاقة الشمسية الفلطوضوئية وطاقة الرياح لإنتاج الكهرباء ذات الضغط المتواتر بجهد 220 فولط والذي يتمّ توزيعه على متساكني القرية الذين كانوا يعتمدون طرق تقليدية للتنوير وبعض اللاقطات الشمسية بصفة منفردة ومنفصلة لكن انجاز هذا المشروع مكّن 450 مسكنا ومدرسة وجامع ومركز الحرس الوطني من التنوير. هدف المشروع وجاء هذا المشروع في نطاق التغلّب على الصعوبات المتعلقة بتركيز المحطات المزدوجة المستعملة للطاقات المتجدّدة وأيضا للقيام بتجربة توزيع الكهرباء المنتجة بالطاقات المتجدّدة عن الشبكات الصغرى والمنعزلة الى جانب تطوير وتقييم مردودية المحطات المزدوجة المستعملة للطاقات المتجدّدة. وقد دامت فترة انجاز هذا المشروع ثلاث سنوات (من 2007 الى 2010) وفي شهر سبتمبر 2009 تمّ تركيز المحطة في حين بدأ تشغيلها التجريبي في جانفي 2010 أما بالنسبة لتركيز وربط القرية بالشبكة فقد تمّ ذلك في شهر أفريل وهو نفس الشهر الذي تمّ فيه تدشين القرية (20 أفريل 2010) من قبل السيد عبد العزيز الرصّاع كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتكنولوجيا المكلّف بالطاقات المتجددة والصناعات الغذائية. لاقطات شمسية منفصلة وقد بلغت كلفة المحطّة ما يناهز 160 ألف دينار في حين بلغت كلفة الشبكة 50 ألف دينار لبلوغ هدف وحيد بتوفير التنوير في هذه القرية ولتحقيق نهضة تنموية بهذه المنطقة وفي هذا السياق توجّهنا بعدة أسئلة بهذا الخصوص الى السيد عبد السلام الخازن رئيس مصلحة بالوكالة الوطنية للتحكّم في الطاقة الذي أفادنا بأن قرية قصر غيلان كانت تحتوي على بعض اللاقطات الشمسية المنفردة وفي ما عدا ذلك لا نجد سوى التنوير التقليدي وهو ما يحرم متساكني المنطقة من أبسط ضروريّات الحياة لكن انجاز هذا المشروع حسب نفس المصدر مكّن قرية بأكملها من التمتّع بالتنوير وبمشاهدة التلفاز وفي هذا الإطار يأمل متساكنو المنطقة في استعمال الثلاّجة في حين يأمل البعض الآخر في استعمال المكيّف. كميّات طاقية هائلة وعن إمكانية تحقيق هذه التطلّعات على أرض الواقع أكد السيد عبد السلام الخازن انه رغم ما توفّره الطاقة الشمسية (6.4 كيلواط) وطاقة الرياح (1 كيلواط) كم كميات طاقية ورغم ما تخزّنه «البطاريات» من طاقة (3000 أنبرور) إلا أن استعمالات الثلاجة والمكيّف يجب أن تخضع للقواعد المعمول بها للإقتصاد في الطاقة حتى لا تشهد الشبكة الكهربائية أي اشكال وحتى لا يعرف متساكنو المنطقة انقطاع الكهرباء وفي نفس الإطار أشار محدثنا الى أن الشبكة تمّ تركيزها تحت الأرض للمحافظة على الصبغة الأصلية لقرية قصر غيلان وفي مرحلة أخرى تطرّق مصدرنا الى أن المحطة تحتوي على وحدة قيس الإشعاعات الشمسية وقيس طاقة الرياح وتقوم بمتابعة حينيّة للتقلبات المناخية وتحتوي أيضا على وحدة أوتوماتيكية مهمّتها إرسال المعطيات الجديدة أو التغييرات التي تطرأ على الطقس أو على كميات الطاقة عن طريق العناوين الإلكترونية أو عن طريق ال SMS الى الأطراف المعنية بهدف التحرّك مباشرة لبحث الأمر وإيجاد الحلول.