يصطفون منذ الصباح الباكر أمام دار الثقافة محمد المرزوقي منتظرين في صمت ولهفة فتح الباب فقد جاؤوا إما للمشاركة في الورشات أو متابعة الندوات أو مشاهدة العروض المسرحية بالفعل لم يتغيب أطفال دوز ولو للحظات عن مواكبة فعاليات المهرجان الوطني للفن الرابع بدوز الذي نظمته مؤخرا فرقة بلدية دوز للتمثيل بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والمجلس الجهوي لولاية قبلي. تضمن المهرجان عديد الفقرات التنشيطية والتكوينية. ولامس في أهدافه مختلف الفئات العمرية اذ استقطب الأطفال والشباب والكهول والمسنين غير أن اللافت للانتباه هو هذا الحضور الفاعل للطفل الذي تابع برامج المهرجان كمشارك ومتربص في الورشات التكوينية ومبدع ومتفرّج يجيد الانتباه والاصغاء. لقد لمحنا في دوز أطفالا متعطشين الى الفن الرابع والى المهرجان ولنقل متعطشين الى الحدث الذي صنعته لهم فرقة بلدية دوز. تدشين تميزت الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للفن الرابع بدوز بتدشين فضاء دار المسرح بدوز من طرف وزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد عبد الرؤوف الباسطي وبحضور والي الجهة وعديد الهياكل المسؤولة وعدد من المسرحيين. ومثّل تدشين الفضاء حدثا هاما بالنسبة لأهالي دوز الذين جاؤوا بكثافة للمواكبة والتعبير عن فرحتهم بهذا المولود الجديد وأكد السيد منصور الصغير مدير المهرجان الدور الهام الذي سيضطلع به هذا الفضاء في تطوير الحركة المسرحية واستقطاب المسرحيين من مختلف أنحاء الجمهورية فهو فضاء لكل المبدعين. وخلال حفل التدشين تم تكريم وزير الثقافة والمحافظة على التراث من قبل فرقة بلدية دوز التي لم يفتها أيضا تكريم الاسماء المسرحية على المستوى المحلي والوطني ومن بينهم منصف السويسي ومنير العرقي وحمادي المزي وكمال العلاوي والدكتور نصر بالحاج بالطيب ولزهر بوطبّة قيدوم المسرح في تطاوين والمربي نجيب بالناطر. وقد كرّمت الفرقة الليبية للمسرح وزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد عبد الرؤوف الباسطي. ورشات وعروض مسرحية كان لطلبة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس السبق في استغلال الفضاء المسرحي الجديد بدوز و تقديم عرض مسرحي تحت عنوان «لجوء» ويليه عرض للاطفال «ريمة ولغز البيضة» لجمعية الرديف للمسرح ومسرحية «زريعة ابليس» لشركة فن الضفتين للانتاج بجمنة. بالاضافة الى تنظيم ورشة تكوينية إهتمّت بفن الممثل. أما بقية العروض «مائة نجمة ونجمة» لمنير العرقي و«حق الرد» لحمادي المزي و«رحيل» لجمعية الابداع المسرحي بالمزونة و«زريعة ابليس» لشركة فن الضفتين للانتاج بجمنة و«جوانح المحبة» لجمعية الشباب المسرحي حمام سوسة فقد توزعت بين دار الثقافة محمد المرزوقي والمكتبة العمومية دوز الجنوبية. وبالاضافة الى الورشة الخاصّة بفن الممثل والتي أطرها الفنان المسرحي منير العرقي فقد نظمت أسرة المهرجان ورشة الكتابة المسرحية بتأطير من الاستاذ ابراهيم بنعمر. وتمكن عدد هام من الاطفال من الاستفادة والاستمتاع بالمادة المقدمة في هذه الورشات. التراث وبما أننا نحتفل بشهر التراث فقد إتّخذ إحياء التراث عدة ألوان في المهرجان الوطني للفن الرابع. فأولا كان للمهرجان دور في التعريف بالتراث المسرحي وذلك من خلال تمكين الاطفال والشباب من الاطلاع على التجارب المسرحية التونسية السابقة والتي ساهمت في إثراء الحركة المسرحية في تونس. وثانيا تضمن المهرجان معرضا في الصناعات التقليدية بالجهة. تنوعت فقرات المهرجان الوطني للفن الرابع بدوز وساهمت في تنشيط الجهة ثقافيا والهدف هو تدريب الطفل على الفرجة المسرحية. هذا الطفل الذي لم يتردد لحظة في مواكبة المهرجان بهدوء ورغبة في الإطلاع على أسرار الفن الرابع حتى أنه لم يضيع أي فقرة من فقرات المهرجان حتى تلك التي كانت تتوجه بالأساس الى «الكبار