قد تتبادر الى الذهن أفكار عديدة لخلق مشروع أو بعث مؤسسة ولكن بأفكار بسيطة قد تحقق أحلاما كبيرة.. «الإعلان» إنتقلت على عين المكان واستمعت الى شهادات أصحاب مشاريع لرسكلة النفايات والتي بفضلها تحوّل البعض منهم الى أصحاب مليارات كان عاطلا عن العمل، وكان الحبيب خاويا، ولكن بعزمه وحبّه للحياة وتفانيه في خلق الأفكار استطاع أن يقوم ببعث مشروع عاد عليه بالمليارات وفي حديث خاص جمعنا مع السيد أحمد السعيدي صاحب أول مشروع في تونس لرسكلة النفايات الإستشفائية الذي أشار أنه في ظرف وجيز استطاع أن يحقّق كل أحلامه. أما عن فكرة المشروع فيشير السيد أحمد السعيدي الى أن الظرف الذي مرّ به خلال فترة زمنية معيّنة ويقصد البطالة هي التي دفعته الى تكوين مشروع يرى محدثنا أنه مربح. النفايات الخضراء تتحوّل الى سماد عضوي أما السيد محمد دمق (باعث مشروع) لرسكلة النفايات الخضراء فقد تكوّنت لديه الرغبة في بعث هذا المشروع خلال الفيضانات التي جدّت ببلادنا سنة2002 ويشير محدثنا أن النفايات الخضراء المتراكمة داخل الوديان إثر الفيضانات من الممكن استغلالها وتثمينها ومن هنا انطلقت فكرة بعث المشروع سنة2003 وكانت الإنطلاقة الفعلية سنة2004. وعن البدايات يقول محدثنا لقد انطلقت بدايات هذا المشروع بإمكانيات متواضعة (تحويل 1000 م3 في السنة) أما اليوم فقد توسّعت في إنجاز المشروع ويتمّ حاليا تحويل 7000 م3 في السنة.. أما بخصوص عملية الرسكلة فإن المرحلة الأولى فتتمّ عبر تجميع كل النفايات الخضراء ثم في مرحلة ثانية يقع رحيها ووضعها في شكل أكوام ويتمّ تدريجيا إضافة الماء وتدوم هذه العملية مدة 6 أشهر تقريبا ومن ثمّة يقع الحصول على المستسمد بعد تخمير هوائي مراقب لمواد عضوية متأتية من مصادر نباتية وحيوانية مختلفة ويتكوّن هذا المستسمد من مواد عضوية ثابتة وغنية بالعناصر المغذية للمغروسات من أزوط وفسفاط وبوطاس وكالسيوم الى جانب أملاح معدنية عديدة ويوفر هذا المستسمد المتحصل عليه كافة العناصر الغذائية اللازمة لنموّ النباتات ويحسّن تركيبة التربة ويقلّل من استعمال السماد الكيميائي ويرى محدثنا أنه بإمكان كل فرد رسكلة الفضلات الخضراء (من قشور البطيخ والمعدنوس والدلاع) وذلك بوضع هذه الفضلات في صندوق خاص يتكلف في حدود 150 دينار ويأمل السيد محمد دمق في توسيع المشروع خاصة وأنه مربح للغاية. فضلات الدجاج تتحوّل الى غبار مصنع من أفكار بسيطة وغير مكلفة استطاع السيد سليم الشطي (باعث مشروع) في رسكلة فضلات الدجاج ويحدثنا السيد سليم الشطي عن هذه التجربة الفريدة من نوعها والمتمثّلة في تجميع فضلات الدجاج وخلطه مع مادة التبن وتتمّ هذه العملية داخل آلة كبيرة مخصصة في الغرض والحصول في مرحلة أخيرة على منتوج طبيعي (غبار مصنع) غني في تركيبته بكل العناصر التي تساعد التربة على التكوّن أما عن المشاكل المطروحة في هذا القطاع فيرى محدثنا أن الطلبات عديدة على هذا المنتوج لكن يبقى الإشكال في التسويق لهذا المنتوج خاصة بالنسبة للفلاحين الذين ليست لهم دراسة بهذه المادة. فكرة أخرى من الأفكار البسيطة التي استغلتها السيدة إيناس التميمي أثناء سفرها الى الولاياتالمتحدةالأمريكية ورأت في استغلال بقايا الحواسيب والشاشات وآلات الطبع والبطاريات وغيرها من الآلات والأدوات الكهرومنزلية تحقق أرباحا كبيرة وخاصة التقليص من مخاطر عديدة يمكن أن تخلفها هذه المواد على غرار المواد الخطيرة الموجودة في شاشات الحواسيب والتي تتسبب في الإصابة بسرطان الرئة. بطاقات إلكترونية بفضل النفايات التكنولوجية أما عن المنتوج النهائي المتحصل عليه فتشير السيدة إيناس التميمي أن هذه النفايات التي وقعت رسكلتها تمكّن من الحصول على مادة البلاستيك والحديد والألمنيوم وكذلك البطاقات الإلكترونية وتختم محدثتنا القول ان التشجيعات الكبيرة هي التي تحفزني على مواصلة المشروع. وتؤكد السيدة إيناس التميمي على ضرورة الوعي الجماعي وخاصة من قبل المواطنين في التصرف الرشيد لهذه النفايات الخطيرة كعدم إلقاء البطاريات في غير أماكنها لأن هذا السلوك من شأنه أن يخلق أضرارا وخيمة ويهدّد لمائدة الطبيعية وجمالية المحيط