التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين هي جمعية شبابية طلابية تصنّف ضمن الجمعيات الخيرية الإسعافية والإجتماعية تسعى الى مساعدة الطلبة من منخرطيها على تجاوز الصعوبات والمشاكل التي تعترضهم أثناء الحياة الجامعية وتحيط بهم نفسيا وإجتماعيا وصحيا وثقافيا.. فهي تساهم في إيجاد الحلول المناسبة خاصة فيما يتعلق بمشاكلهم المادية والنقل والسكن الجامعي والمنح والقروض وتستمع وتنصت الى مشاغلهم وتعوّدهم على الحياة الجماعية والجمعياتية وتمكّنهم من ممارسة هواياتهم والمشاركة في مختلف التظاهرات الثقافية والفكرية والعلمية والترفيهية، وقد عرفت التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين مؤخرا تغييرا على مستوى رئاستها وذلك بتعيين نعمان بن حمادة رئيسا جديدا لها وهو أول رئيس من الجيل الذي تكوّن وتأطّر صلب فضاء التعاونية اضافة الى مساهماته الأخرى في الحياة الطلابية والشبابية على مدى سنوات التغيير.. وللإطلاع على برامج وأنشطة التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين في المرحلة القادمة وعديد المسائل الأخرى المتّصلة بالشأن الطلابي التقت «الإعلان» بنعمان بن حمادة الرئيس الجديد لها فكان الحوار التالي ماهو جديد التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين؟ - بعد قراءة تقييمية لنشاط التعاونية والأهداف التي بعثت من أجلها واعتبارا لإرتفاع عدد الطلبة التونسيين الى حوالي 400 ألف طالب داخل البلاد التونسية و40 ألف طالب خارجها كان لابدّ من وضع تصوّرات لمجموعة من الأنشطة والأهداف التي يمكن أن تشمل أكبر عدد ممكن من الطلبة خاصة على المستوى الإجتماعي سيما ونحن نعيش في نظام سياسي يتميّز بحسّه التضامني ناهيك وأنه ارتقى بمفهوم التضامن الى مرتبة متقدّمة في حقوق الإنسان، ونحن نهدف الى مزيد إشاعة قيم التضامن بين الطلبة حتى لا يشعر أي طالب تونسي مهما كان انتماؤه الإجتماعي بالحرمان أو التهميش.. وهذا يتوقف على مدى اقتناع الطلبة أنفسهم بهذه القيم وكذلك على مدى استعداد مختلف الجهات والهياكل المعنية الى جانب مكوّنات المجتمع المدني للمساهمة في هذا المجهود وإننا انطلاقا من ذلك سنسعى الى تطوير موارد التعاونية وإيلاء العناية لدعم الشراكة الهادفة الى مساعدتنا على الأخذ بيد الطالب ضعيف الحال، كما سنواصل من جهة أخرى إنجاز البرامج والأنشطة الهادفة والتي هي عديدة ومتنوعة وسنقوم ببعث فروع بالمدن الجامعية الكبرى بإعتبار ظهور أقطاب جامعية بالجهات الداخلية مما سيمكّننا من الإتصال الأفضل بالطلبة وسنعمل على الترفيع في عدد الرحلات الإستطلاعية والإستكشافية ليتمكّن العديد من الطلبة وخاصة من ذوي الدخل المحدود من معرفة المكاسب والإنجازات التي شهدتها منظومة التعليم العالي بصفة خاصة والتحوّلات التي عرفتها بلادنا في مختلف المجالات بصفة عامة وسنسعى أيضا الى بعث نواد جديدة ومساعدة الطلبة على إنجاز مشاريع تخرّجهم. * وماهي الجهات والهياكل المعنية بإتفاقيات الشراكة مع التعاونية في هذا المجال؟ - تعتبر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والمؤسسات التابعة لها أول شريك للتعاونية ونأمل المزيد من الدعم من لدن السيد الوزير الأستاذ الأزهر بوعوني سيما وقد سبق له وأن تولى رئاسة مجلس إداراتها وهو يدرك جيدا تطلّعات وانتظارات الطالب التونسي اليوم، كما أودّ التأكيد كذلك بهذه المناسبة على أهمية الشراكة التي تربطنا بالإتحاد التونسي للتضامن الإجتماعي ونحن حاليا بصدد معاضدة مجهوده في جمع الكتب والأقراص المضغوطة والدروس المنسوخة لوضعها على ذمّة الطلبة من خلال قيامنا بحملة في الغرض بالتعاون مع هياكله ومصالحه.. وأريد كذلك أن أؤكد على الدعم الكبير الذي تجده التعاونية من طرف التجمع الدستوري الديمقراطي الذي ما فتئ يحرص على دعم العمل الإجتماعي والتضامني في سياق تجسيم الرؤية الإستشرافية لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي. * وماذا عن تنمية روح المبادرة وإرساء ثقافة بعث المؤسسات والإنتصاب للحساب الخاص لدى طلبة السنوات النهائية؟ - لا شكّ أن دور التعاونية لا يقتصر على العمل الإجتماعي فقط بل يتجاوزه الى كل ما يهمّ الطالب في حياته الجامعية وبعد تخرّجه، وحيث أن فكرة المبادرة الخاصة والإنتصاب للحساب الخاص وبعث المشاريع يعتبر من الحلول المهمّة في فتح الأبواب أمام الطالب المتخرّج فإن التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين بصدد إعداد برنامج مع وزارة التشغيل والإدماج المهني والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقلّ للتعريف بالآليات الموضوعة على ذمّة الطالب المتخرّج وتقريب الخدمات منه.. وإننا نفكّر في إقامة يوم مفتوح تعرض ضمن فعالياته التجارب الناجحة للعديد من الباعثين الشبان حتى يكونوا قدوة لغيرهم وذلك بصفة دورية. * كيف استعدت التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين لمساعدة الطلبة على الإعداد لإمتحانات آخر العام في مختلف المؤسسات الجامعية؟ - وضعت التعاونية في هذا الإطار قاعة مجهّزة بالإعلامية مفتوحة أمام الطلبة للإبحار الحرّ على شبكة الأنترنات ووضعت كذلك قاعة مراجعة على ذمّتهم مع توفير أخصائية نفسية قارة بفضاء التعاونية للإستماع والإنصات إليهم ومساعدتهم على تجاوز ضغوطات المراجعة وما تسبّبه من صعوبات ومشاكل نفسية. * وماذا أعدّت التعاونية لإستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة الجدد من الناجحين في امتحان الباكالوريا لدورة جوان المقبلة؟ - نحن بصدد إعداد برنامج للتعريف بالتعاونية الوطنية للطلبة التونسيين خاصة لدى الطلبة الجدد من الناجحين في امتحان الباكالوريا لدورة جوان المقبلة وذلك أثناء الأنشطة الصيفية التي ستنظمها لهم مختلف المنظّمات الشبابية على غرار منظمة طلبة التجمّع ومنظمة الشبيبة المدرسية..، كما ستشارك التعاونية في الأيام المفتوحة للتوجيه الجامعي التي ستنظمها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا مباشرة إثر الإعلان عن نتائج امتحان الباكالوريا بدورتيه الرئيسية والمراقبة. * ولكن العديد من الطلبة الذين يزاولون دراستهم الجامعية منذ سنوات لا يعلمون بوجود التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين فما بالكم بالناجحين الجدد في امتحان الباكالوريا؟ - نقرّ بوجود تقصير على مستوى الإعلام للتعريف بالتعاونية ولكن نؤكد في هذا الإطار على أن دور الطالب بما في ذلك الجديد هام بهدف الوصول الى المعلومة المتعلقة بالتعاونية ناهيك وأن دليل التوجيه الجامعي الذي يصدر سنويا ويتفحّصه الطالب يتضمّن فقرة للتعريف بالتعاونية الوطنية للطلبة التونسيين والخدمات التي تسديها للطلبة الى جانب كيفية الإتصال بها والإنخراط فيها، وسنسعى في المستقبل الى تكثيف العمل للتعريف الأوسع والأشمل لدى عموم الطلبة بالتعاونية وأهدافها وأنشطتها.. وفي هذا الإطار نحن بصدد إعداد نشرية إلكترونية تكون جسر تواصل بين التعاونية والطلبة بإعتبار أهمية وسائل الإتصال الحديثة في العالم وفي تونس اليوم وتعاطي الطلبة معها مع العلم وأنه يمكن الولوج الى موقع واب التعاونية على العنوانnt.gro.tenm.www للتعرف على الجمعية والخدمات التي تسديها والفضاءات التي تتضمّنها. * لماذا اقتصر حضور ونشاط التعاونية الوطنية للطلبة التونسيين في المبيتات والأحياء الجامعية فقط حيث لم تشمل برامجها مؤسسات التعليم العالي والبحث التي تستوعب جميع الطلبة من المقيمين وغير المقيمين داخل هذه المبيتات والأحياء الجامعية؟ - تجمعنا اتفاقيات شراكة مع أغلب جامعات التعليم العالي المنتشرة في كافة أرجاء البلاد والنية تتجه الى تفعيلها حتى تكون التعاونية ممثلة في كل المؤسسات التعليمية وحتى تشمل أنشطتها جميع الطلبة بدون إستثناء وحتى نستطيع الوصول الى أكبر عدد ممكن منهم إيمانا منّا بأهمية الإحاطة بهذه الشريحة الإجتماعية في عالم يشهد العديد من التحولات والتغيّرات فنحن نعمل على إعداد جيل قادر على رفع التحديات وكسب الرهانات. * وكيف هي العلاقة بين التعاونية والطلبة التونسيين الذين يزاولون دراستهم الجامعية بالخارج؟ - نعتقد أن أكبر التجمعات للطلبة التونسيين توجد في فرنسا وفي الجماهيرية الليبية لذلك سعت التعاونية وما تزال الى ربط علاقات مع طلبتنا في هذه البلدان بالتنسيق مع منظمة طلبة التجمع خاصة والتي لها فروع بالخارج حيث تمّ تركيز مندوبين للتعاونية في هذه البلدان والمجال مفتوح أمام كل التجمعات الطلابية التونسية في الخارج للإنضمام الإنخراط في التعاونية والإستفادة من خدماتها المتنوعة.