راهنت تونس منذ فجر التغيير على المخزون الشبابي ولازالت إلى يومنا هذا تعزز مكانة الشباب في المجتمع المدني وتهتم بمتطلباته وبحقوقه وواجباته وهي تسعى جاهدة للارتقاء به نحو الأفضل وتحسين ظروفه الاقتصادية والاجتماعية وتدعيم مشاركته في الحياة السياسية وإدماجه داخل المنظومة المدنية في هذا السياق انتظمت الندوة الوطنية حول الشباب والحقوق المدنية التي احتضنها رحاب مجلس النواب نهاية الأسبوع الفارط وقد حضر في هذه الندوة السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب السيد و سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية والسيد فتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستوري إلى جانب 150مشارك ممثلين عن منظمات الإتحاد التونسي لمنظمات الشباب . محرك رئيسي وأكد السيد فؤاد المبزع خلال هذه الندوة التي انتظمت في إطار الاحتفالات بخمسينية الدستور والاستعداد للإنتخابات الرئاسية القادمة أن الشباب في تونس كان ولازال المحرك الرئيسي للتاريخ بما في ذلك المادة الدستورية باعتبار أن الشباب هو الركيزة الأساسية للحياة السياسية وهو ما يؤكده التاريخ من خلال الحركة النضالية كحركة الشباب التونسي و التي كانت تدافع دائما عن مطالبها الدستورية .والمشاركة السياسية الشبابية ما فتئت تتدعم مثلما يؤكده التطور التنازلي للسن الدنيا للترشح لعضوية مجلس النواب من 30 سنة إلى 23 سنة وللسن الدنيا للانتخاب من 21 سنة إلى 18 سنة وهذه المشاركة الشبابية تعكس المكانة الهامة التي يوليها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للشباب والتي جسمها بعديد الإنجازات والمكاسب لهذه الفئة الهامة. المشاركة المدنية كما تطرق السيد فتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستوري إلى أهمية المشاركة المدنية لفئة الشباب وأبرز أن الشباب هو طموح تونس و أن بلادنا تراهن على تشريك الشباب في الحياة السياسية ولا يمكن الحديث عن المشاركة المدنية في الشأن العام إلا بتوفر ثلاثة أسس أولها الحرية وهي حريات بالجمع والإنسان مجبور على التمتع بها وتاريخه شاهد على ذلك وهذه الحريات منصوص عليها صلب الدستور مثل حرية المعتقد والفكر والتعبير والمراسلة والحرية هي عنوان كرامة الإنسان وثانيها التسامح كقيمة أساسية وهو مفتاح سلم المدنية ونتيجة ملازمة لكونيتنا .أما الأساس الثالث فهو الأحزاب التي تساهم في تأطير المواطن ومشاركته في الحياة السياسية وهذه الأحزاب يجب أن لا تستند إلى دين أو جهة معينة وأول مظاهر المشاركة هي التعددية الحزبية والسياسية الملزمة للدولة وأضاف أن المشاركة الشبابية سيكون لها ثقل كبير في التصويت سيما وان الإحصائيات الديمغرافية تؤكد وأن عدد الشباب من فئة 18 سنة سيصل إلى 450 ألف شاب . أحداث تاريخية من جهته استعرض المناضل مصطفى الفيلاني عضو المجلس القومي التأسيسي تجربته صلب هذا المجلس واسترجع بعض الأحداث التاريخية منذ تأسيس المجلس بعد الاستقلال كاحداث ساقية سيدي يوسف واختطاف طائرة المقاومين المجاهدين الجزائريين وأبرز أن اهتمامات المجلس أنذاك تركزت على النظر في الميزانية المتواضعة للدولة والمراهنة كانت على الموارد البشرية والإصلاح التربوي والتحول من التعليم الزيتوني والصادقي والفرنكفوني والابتعاد عن التشتت المنهجي لإيجاد حلول شاملة كتعميم التعليم والإصلاح الإقتصادي إلى جانب الإصلاح الأسري والتربوي وفي ختام مداخلته أشار إلى أهمية الإصلاحات والتحولات التي عرفتها بلادنا منها انخفاض سن عضوية مجلس النواب وهو ما تؤكد المعطيات إذ أن المجلس أصبح يضم منذ سنة 2004 ما يقارب العشرين عضوا أقل من 40 سنة نذكر منهم السيد حاتم السويسي وهو أصغر نائب في مجلس النواب وتليه السيدة نبيهة عبيد بن إبراهيم وهوما يسهل الحوار الشامل مع الشباب. التواصل بين الأجيال ولدى إشرافه على اختتام هذه الندوة أبرز السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية الأبعاد الرمزية للشباب التونسي في إطار تدعيم مشاركته في الشأن العام وأكد على أهمية التواصل والتكامل بين الأجيال السابقة والشباب الحاضر وضرورة الحرص على الإقتداء بالرموز الوطنية والمشاركة في الحياة العامة معتبرا أن المشاركة الشبابية تمثل نخبة جوهرية في المجتمع المدني وأضاف أن الحوار مع الشاب أهم هدف للرقي به وتدعيم مشاركته كما تطرق إلى جيل الهجرة الذي يمثل رسالة من أجل العمل على مزيد الانخراط في الحياة العملية والحزبية والجمعياتية والرياضية . تغطية أنيسة طه القطاري وهدى هواشي عرايبي