أمام ما تشهده السياحة الداخلية في بلادنا من تداعيات ونقائص عمدت الأطراف المعنية بالقطاع السياحي الى ايجاد الحلول المثلى لحل ازمة السياحة الداخلية وذلك دعما لقطاع السياحة من جهة وتحديا للازمة الاقتصادية العالمية الراهنة من جهة اخرى فحسب دراسة قامت بها منظمة الدفاع عن المستهلك فان السياحة الداخلية في بلادنا لا تتعدى 7.5بالمائة من مجموع الليالي المقضاة فهي تتراوح ما بين 8 و10 بالمائة مقابل 35 و40 بالمائة من حجم الليالي المقضاة في البلدان السياحية الاخرى . تجاهل السائح التونسي ولعل ابرز ما يفسر عزوف المواطن التونسي عن السياحة الداخلية هو سوء معاملته وتمييز السائح الاجنبي فحسب استطلاعات للرأي التونسي قامت به منظمة الدفاع عن المستهلك اكد ان 81بالمائة من مجموع الاراء تؤكد بأنّ السائح التونسي لا يلقى نفس المعاملة الّتي يلقاها السائح الأجنبي سواء على مستوى الاستقبال أو الإقامة أو المطعم أو الترفيه.. و اعتبر 53.4بالمائة منهم أنّ الأسعار مرتفعة و أنّ السائح الأجنبي يتمتع بتكلفة أقل من التونسي. أما في ما يتعلق بمشكل الحجز المبكر فقد أقرّ 54بالمائة بأنّهم لم يقوموا بهذه العملية , و يعد ذلك من بين الإشكالات و العراقيل الرئيسية التي تحول دون تطور السياحة الداخلية بالنسق المرجو. هذا الى جانب تشكي عدد من السياح التونسيين عن عدم احترام حجوزاتهم رغم حجزهم المسبق اذ كثيرا ما يتم توجيههم الى نزل اخرى ارضاء للسائح الاجنبي . الحلول وتفاديا لمثل هذه التشكيات وارضاء للسائح التونسي وتدعيما لقطاع السياحة الذي يظل من القطاعات الهامة في بلادنا اذ يساهم بمعدل 6 بالمائة من الناتج المحلي الخام للبلاد وما يزيد عن 10 بالمائة من العملة الصعبة الى جانب توفيره 750 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر عمد القائمون على قطاع السياحة في تونس إلى تطوير السياحة الداخلية لتتعدى نسبة 15 بالمائة من مجموع الليالي المقضاة و ذلك بالسعي نحو مزيد توعية السائح التونسي بأهمية الاستعداد المبكّر لقضاء عطلته بالنزل بغية تسهيل عمل وكالات الأسفار لإيجاد الحجوزات التي تفي برغبات السائح التونسي ودفع هذه الوكالات الى إعداد برامج عمل خاصة به مع مطالبة النزل بمراعاة المقدرة الشرائية للمواطن. وتطبيقا لذلك فقد تمّ إقرار إستراتيجية جديدة للحجز في النّزل وهو نظام جديد يقوم بتسويق منتجات سياحيّة و فندقية لفائدة العائلات التّونسية بأسعار مدروسة وفق شروط تتماشى و خصوصياتها حجوزات للسفارات لتنشيط السياحة الداخلية هذه السنة ،وضعت شركة عالمية تقوم بالحجوزات للسفارات على ذمة وكالات الأسفار مركز لحجز الغرف بالفنادق و ذلك من خلال شبكة تضم مئات نقاط البيع في جميع ولايات البلاد بالتعاون مع الديوان الوطني للسياحة التونسيةONTT، الجامعة التونسية للنزل FTHوالجامعة التونسية لوكالات الأسفار و تحمل كل الوكالات التي تنضم إلى هذه المنظومة علامة سياحة. FTAV . كما سيوفر هذا البرنامج اختيارات متعددة فيما يتعلق بالحجز في النزل، فالحريف أصبح بإمكانه معرفة كامل التفاصيل التي تخص الأسعار و صنف النزل.وتتوفر بقائمة الاختيارات ما يقارب 200 نزلا منخرطا في هذا البرنامج.و في إطار سعي الشركة إلى تنويع و تطوير منتوجها وضعت نسخة جديدة من برمجية أماديوس فيري 3 وذلك بالتعاون مع الشركة التونسية للملاحة CTN والشركة الوطنية الفرنسية كورسيكا المتوسطSNCM.وتوجه هذه البرمجية لوكالات الأسفار المعتمدة من قبل هاتين الشركتين والتي توفر للزبون منتوجات متنوعة بأسعار تفاضلية ، و خاصة للتونسيين المقيمين بالخارج و المسافرين عن طريق البحر.ومن جانبها عمدت وزارة السياحة الى رصد ميزانية خاصة للتسويق السياحي بلغت نحو 38 مليون دينار (مرتفعة من 14 مليون دينار وذلك قبل الأزمة الاقتصادية العالمية) منها 4 ملايين دينار تذهب كخدمات لفائدة الخطوط الجوية التونسية