أكد الرئيس زين العابدين بن علي على أن دول افريقيا وأمريكيا الجنوبية ليس لها من خيار لتأمين مصالح شعوبها وضمان حضورها الفاعل في هذا العصر سوى توحيد الجهود وتطوير علاقات التعاون بين بلدانها وإحكام التنسيق والتشاور بينها والعمل على الإستثمار الأمثل لمواردها وطاقاتها وبيّن في كلمة توجه بها الى المشاركين في القمة الافريقية الامريكيةالجنوبية الثانية المنعقدة بجزيرة مارغاريتا فنزويلا ألقاها نيابة عن سيادته السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية ان العلاقات العريقة بين الفضاء الافريقي والامريكي وما يجمعهما من قواسم متشابهة ومتكاملة تمثل دعامة مهمة لإرساء شراكة حقيقية بينهما. وأعرب عن الامل في أن يفضي تعزيز التواصل والحوار بين الفضاءين الى تكريس نموذج للتعاون جنوب جنوب الذي ما فتئت تونس تسانده من أجل الارتقاء بالعلاقات بين دول الجنوب وتعزيز قدراتها على مواجهة تقلبات الأوضاع الدولية والتوقي من تداعياتها. وبعد أن ذكر بما تستأثر به الازمة المالية والاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم من إهتمام من قبل المجموعة الدولية أبرز رئيس الدولة ضرورة اتخاذ التدابير الكفيلة للحد من تداعيات هذه الازمة وإيجاد أفضل السبل للرفع من أداء اقتصاديات افريقيا وجنوب امريكيا ودعم مناعة بلدانها وتحصينها ضد كل الهزات والتقلبات. وأشار في هذا السياق الى أهمية العمل على دفع حركة الإستثمار في هذين الفضاءين في الاتجاهين لا سيما من القطاعات الواعدة علاوة على تكثيف تبادل الخبرات في مختلف المجالات بهدف الإستفادة من الفرص والامكانيات والكفاءات المتوفرة لديها. وأكد الحاجة الى توسيع مجالات التعاون بين المجموعتين ومزيد تنسيق المواقف بينهما والتأسيس لمرحلة جديدة من التشاور الدائم سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي والدولي من أجل التأسيس لنظام مالي واقتصادي عالمي عادل ومتوازن يخدم المصالح التنموية للشعوب كافة. ولاحظ أن الاوضاع الاقتصادية العالمية الحالية التي تتسم بارتفاع نسب البطالة واتساع رقعة الفقر وتفاقم مظاهر التهميش والاقصاء تحفز على ترسيخ قيم التسامح والتضامن والتعاون بين كل الدول والشعوب وتوحيد الجهود لتفعيل الصندوق العالمي للتضامن الذي اقترحته تونس في الغرض وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر 2002 كآلية لمعالجة مظاهر الفقر والخصاصة في العالم. وأبرز رئيس الجمهورية حرص تونس على تأكيد موقفها المبدئي الداعي الى ضرورة إيجاد تسوية سلمية وعادلة للنزاعات القائمة في إطار رؤية واقعية تعتبر أن بقاء هذه القضايا عالقة دون تسوية من شأنه أن يعمّق إحساس الشعوب المعنية باليأس والاحباط ويثير لديها نزعات التطرف والارهاب. وذكر في هذا الشأن بأن تونس كانت قد حذرت منذ سنة 1993 من خطورة هذه النزاعات ودعت الى الاسراع بمعالجة أسبابها والحدّ من انتشارها من خلال عقد مؤتمر دولي ووضع مدونة سلوك تلتزم بها كل الاطراف الى جانب اتخاذها عديد المبادرات الرامية الى إرساء حوار حقيقي بين الحضارات والثقافات يكرّس القيم الكونية المشتركة بين الأمم كافة. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي من ناحية أخرى الاهمية البالغة التي توليها تونس لمشاغل الشباب وتطلعاته وحرصها على الاحاطة به وحمايته من كل أشكال الاقصاء والتهميش ووقايته من مخاطر الانغلاق والتعصّب مذكرا بدعوة تونس المجموعة الدولية الى وضع سنة 2010 تحت شعار السنة الدولية للشباب ومعربا عن التطلع الى مساندة القمة لهذه المبادرة والإسهام في تجسيمها بما يعزّز علاقات التواصل والحوار والتفاهم بين جميع الشعوب