لن تتحقق سلامة على الطُرُقات دون تأمين لسلامة المترجلين رُبع الوفيات الناجمة عن التصادمات على الطُرُقات تَقَع بين المترجلين الأسبوع العالمي الثاني للسلامة على الطرقات يهدف الأسبوع العالمي الثاني للسلامة على الطُرُقات – الذي انطلق يوم الاثنين 6 ماي 2013– إلى تأكيد الحاجة الماسَّة لتحسين سلامة المترجلين، وبدء العمل على تنفيذ الإجراءات اللازمة، والإسهام في تحقيق الهدف الطموح لعقد العمل من أجل السلامة على الطرقات الممتد من 2011 الى 2020، المعني بإنقاذ أرواح خمسة ملايين شخص. علاوة على ذلك فإن تحسين سلامة المترجلين من شأنه أن يؤدِّي إلى زيادة الإقبال على السير، والذي سيؤثِّر بدوره إيجابياً على مكافحة الأمراض غير السارية، وعلى قائمة أوسع نطاقاً من الأمور المتعلقة بالتنمية المستدامة. وقد طُرح الأسبوع العالمي لأول مرة في أفريل 2012، من خلال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم L.43/66/8، حول"تحسين السلامة على الطرقات عالمياً". وهو ينسجم مع عقد العمل من أجل السلامة على الطرقات ويبني على الكم الوافر من المعلومات التي يقدِّمها التقرير العالمي للسلامة على الطرقات لعام 2013. و يُظهر التقرير العالمي للسلامة على الطرقات أن المترجلين يمثّلون المجموعة الرئيسية المعرَّضة لخطر الموت والإصابة والإعاقة جرّاء الإصابات على الطرقات، وهم بين مجموعات مستخدمي الطرقات الأكثر عرضة للخطر والتي تَضُم المترجلين، وراكبي الدراجات، وراكبي الدراجات البخارية. فَحَوالي نصف الوفيات على الطرقات عالمياً وإقليمياً يقع بين مستخدمي الطرقات المعرّضين للخطر ورُبعها يقع بين المترجلين تحديداً. ويوجد في إقليم شرق المتوسط 10% من ضحايا إصابات المرور في العالم؛ كما يشكِّل مستخدمو الطرقات المعرَّضون للخطر 45% من الوفيات الناجمة عن إصابات المرور في الإقليم. ويأتي الإقليم في المرتبة الثانية من حيث ارتفاع نسبة الوفيات بين المترجلين في العالم (28%)، بَعد الإقليم الإفريقي (38%). ومع ذلك لم يعمل إلا عددٌ قليل من البلدان على وضع سياسات وطنية، وتهيئة بيئات داعمة لتشجيع السير وركوب الدراجات أو لفَصل مستخدمي الطرقات المعرَّضين للخطر عن غيرهم. وعوامل الخطر المرتبطة بالمترجلين ليست بخافية إذ تتضمَّن سلوكيات القيادة غير الآمنة، ولاسيَّما السرعة والقيادة تحت تأثير المسكرات، والعوامل المرتبطة بالبنيَة الأساسية وتتضمَّن نقص المنشآت المخصصة للمترجلين كالطرقات الجانبية، والتقاطعات؛ وتصميم المركبات مثل الواجهات الصلبة الشديدة القسوة على المترجلين في حالة التصادم. كما أن كفاءة وجودة خدمات الرعاية في حالة الصدمات هي عنصر آخر هام لتوفير المعالجة اللازمة لإنقاذ أرواح المترجلين في حالة تعرُّضهم للتصادمات. ومن الحقائق الهامة الأخرى على الصعيد الإقليمي ما يلي: * لدى كافة البلدان قوانين وطنية للسرعة إلا أنها ليست شاملة إلا في بلدَين اثنَين، حيث تحدَّد السرعة ب 50 كيلومتر/للساعة أو أقل، وتَسمح للسلطات المحلية بتخفيض هذه الحدود. * أقل من ثلث بلدان الإقليم لديها قوانين حول القيادة تحت تأثير المسكرات؛ تعتمد على نسبة تركيز الكحول في الدم، و37% من هذه البلدان تحدد النسبة ب 0.05% أو أقل. * 89% من البلدان لديها تشريعات وطنية تمنع استخدام الهواتف المحمولة يدوياً أثناء القيادة، من بينها 21% تمنع استخدام هذه الهواتف سواء بحملها باليد أو عبر السماعة. * يكشف التقرير أيضاً أن تطبيق هذه القوانين في معظم البلدان ضعيف، ما يفقدها الفعالية والتأثير. * 21% فقط من البلدان لديها سياسات وطنية ودون الوطنية لتشجيع السير (و ركوب الدراجات). * 26% فقط من البلدان لديها سياسات وطنية أو دون الوطنية لفصل مستخدمي الطرقات المعرَّضين للخطر عن غيرهم من مستخدمي الطرقات. ولا يمكن بحال من الأحوال قبول هذه القائمة الطويلة من الجرحى ذوي الإعاقة والموتى بين المترجلين، ليس بسبب الخسائر البشرية التي لا يمكن تعويضها فحسب، ولكن لأن التصادمات التي تطال المترجلين، شأن سائر التصادمات على الطرقات – يمكن التنبؤ بها وتوقِّيها. غير أن سلامة المترجلين لا تتعلق بالسلوك الفردي فحسب. ولا يمكن حلّها بتبنِّي تدخُّل منفرد وبمعزل عن غيره، بل هي نتاجُ عددٍ من التدخلات التي تقوم على تعاون شامل متعدد القطاعات بين كافة الشركاء وباستخدام منهج للنُظُم الآمنة يتصدَّى للأوجه المختلفة لهذه المشكلة، وهي: إدارة السلامة على الطرقات؛ سلامة الطرقات والمركبات؛ اتّباع سلوكيات أكثر مأمونية من جانب كافة مستخدمي الطرقات؛ تحسين التشريعات وتطبيقها؛ وتعزيز رعاية ما بعد الصدامات. إن الأسبوع العالمي الثاني للسلامة على الطرقات 2013 هو مَعْلَم بارز على طريق عقد العمل من أجل السلامة على الطرقات وهو فرصة فريدة لتحقيق المزيد من السلامة على الطرقات على كافة الأصعدة، من خلال تجديد الالتزام وبَذْل الجهود، لإنقاذ آلاف الأرواح التي تُزهَق على الطرقات، وذلك في طريقنا لتحقيق الهدَف من هذا العقد. وتنضم تونس هذا العام الى البلدان المحتفية بالاسبوع العالمي الثاني للسلامة على الطرقات وعيا منها بأهمية طرح موضوع حوادث الطرقات وما تتسبب فيه من خسائر بشرية. وفي هذا الاطار تنظم وزارة الصحة العمومية (الادارة العامة للصحة) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ملتقى تحت شعار "سلامة المترجلين" بحضور جمع من الخبراء والمختصين في مجال السلامة المرورية. ويسعدنا دعوتكم للمشاركة معنا في هذا الملتقى الذي سيشرف على افتتاحه الدكتور عبد اللطيف المكي، وزير الصحّة، والتفاعل مع مختلف المتداخلين وذلك يوم الجمعة 10 ماي 2013 انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا بنزل "قرطاج تالاسو" بقمرت.